
في لحظة لم يكن يتوقعها أحد، عاد صوت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ليصدح مجددا على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، في عرض استثنائي جمع بين عبق الماضي وتطور التكنولوجيا الحديثة، وذلك ضمن فعاليات الدورة العشرين من مهرجان موازين إيقاعات العالم.
بفضل تقنية “الهولوغرام”، عاش جمهور الرباط ليلة فنية نادرة، أعادت إلى الأذهان حضور الأسطورة الغنائية بكل تفاصيله، من حركاته على المسرح إلى تفاعله الحي مع فرقته الموسيقية وجمهوره، وقد امتلأت القاعة عن آخرها، لا فقط بالجمهور، بل بالأحاسيس التي اختلط فيها الحنين بالإعجاب والانبهار.
بدأ الحفل بالأغنية الشهيرة “الماء والخضرة والوجه الحسن”، التي سبق أن أهداها الفنان الراحل للمغرب، قبل أن يتنقل الحاضرون في رحلة موسيقية عبر أشهر أغانيه، مثل “بحبك”، “أول مرة تحب يا قلبي”، “جانا الهوى”، “جبار”، و”أسمر يا أسمراني”، وتفاعل الحضور بحرارة، مرددين كلمات الأغاني في مشهد أظهر مكانة عبد الحليم في الذاكرة الجماعية العربية.
لم يكن هذا العرض مجرد ترفيه، بل شكل تكريما حقيقيا لإرث عبد الحليم حافظ الفني، الذي لا يزال صوته حيا في قلوب الملايين رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله في 30 مارس 1977.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها مهرجان موازين عرضا بتقنية “الهولوغرام”، بعد تجربة ناجحة مع سيدة الطرب العربي أم كلثوم في دورة 2024، في إطار مبادرة تهدف إلى إحياء رموز الغناء العربي باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.
تجدر الإشارة إلى أن دورة هذا العام من مهرجان موازين، التي تقام من 20 إلى 28 يونيو تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تجمع كوكبة من الفنانين العرب والدوليين، وتقدم برمجة فنية متنوعة ترضي مختلف الأذواق، ما يجعل الرباط وسلا خلال هذه الفترة نقطة التقاء للفن والثقافة والانفتاح على العالم.