
رغم وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عملية استهداف 3 منشآت نووية إيرانية بـ«الناجحة»، مؤكداً أنها أسفرت عن «دمار هائل»، فإن مراقبين يرون أنها أسفرت عن تحديات جديدة تتعلق بمدى القدرة على تقييم ما تبقى من البرنامج النووي.
وفيما لا يزال مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران يعملون على تقدير حجم الأضرار، نقلت وكالة «بلومبيرغ» عن ثلاثة مصادر مطّلعة على البرنامج النووي، أن الضربات الأمريكية زادت من صعوبة تتبّع مسارات اليورانيوم وضمان عدم سعي طهران لتطوير سلاح نووي.
ولفتت المصادر إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية قد تنجح في تدمير المنشآت النووية المعلنة، إلا أنها قد تمنح إيران «مبرراً لنقل أنشطتها النووية إلى مواقع تحت الأرض، بعيداً عن أعين الرقابة الدولية».
وأظهرت صور الأقمار الصناعية لموقع فوردو، ووزعتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» حفراً جديدة، ومداخل أنفاق محتملة منهارة، وثقوباً على قمة سلسلة جبلية.
وحسب الصور، فإن أحد مباني الدعم الكبيرة في موقع فوردو لا يزال سليماً، والذي قد يستخدمه المشغلون للتحكم في التهوية لقاعات التخصيب تحت الأرض. ولم تكن هناك أي تسربات إشعاعية من الموقع، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي منشأة نطنز، أظهرت الصور حفرة جديدة بقطر حوالى 5.5 متر (18 قدماً)، وقالت «ماكسار» في بيان إن الحفرة الجديدة كانت مرئية في التراب مباشرة فوق جزء من منشأة التخصيب تحت الأرض.
وحسب الوكالة، فإن الصورة لا تقدم دليلاً قاطعاً على أن الهجوم اخترق الموقع تحت الأرض المدفون على عمق 40 متراً ومعزز بغطاء خرساني وفولاذي سميك يبلغ سمكه 8 أمتار.
وقالت الباحثة في المعهد الملكي للخدمات المتحد ومقره لندن داريا دولزيكوفا: «هناك احتمال ضئيل بأن دخول الولايات المتحدة الحرب سيقنع إيران بزيادة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورأت أن «السيناريو الأكثر ترجيحاً.. هو بناء إيران لمنشآت أعمق وغير معلنة، لتجنب استهداف مماثل في المستقبل».
ويعتقد الرئيس السابق لسياسة التحقق النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية طارق رؤوف، أن القصف الأخير يُعقّد الآن تتبع اليورانيوم الإيراني بشكل أكبر. وقال: «سيكون من الصعب جداً الآن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنشاء ميزان مادي لما يقرب من 9 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، خصوصاً ما يقرب من 410 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%».
من جانبه، قال مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي شمخاني، «حتى مع افتراض التدمير الكامل للمواقع النووية، فإن اللعبة لم تنتهِ بعد»، لافتاً إلى أن «المواد المخصبة لا تزال سليمة».أخبار ذات صلة