
“العديد”.. قاعدة أمريكية بقطر تتلقى أول ضربة إيرانية
إسطنبول/ الأناضول
تلقت قاعدة العديد الأمريكية في قطر، مساء الاثنين، ضربة صاروخية إيرانية هي الأولى من نوعها، في تصعيد غير مسبوق للتوترات بالمنطقة، وردًا على غارات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية.
والقاعدة التي تم إخلاؤها قبل الضربة كما تتحدث وسائل إعلام غربية، شهدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته بالخليج في مايو/ أيار الماضي، ولاقت استهدافها إدانات من دول عربية عديدة باعتبارها انتهاكا لسيادة قطر.
ومساء الاثنين، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني بدء عملية عسكرية تحت اسم “بشائر الفتح”، استهدفت قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر.
وأدانت الدوحة الهجوم الإيراني واعتبرته “انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد”، مؤكدة – على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماجد الأنصاري – أن قطر تحتفظ بحقها في الرد على هذا الاعتداء.
وكشفت وزارة الخارجية القطرية، أن قاعدة العديد الجوية التي استهدفت بصواريخ إيرانية، “كانت قد أخليت في وقت سابق وفقا للإجراءات الأمنية والاحترازية المعتمدة، وذلك في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة”.
وذكرت السلطات القطرية أنه “تم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان سلامة العاملين في القاعدة من منتسبي القوات المسلحة القطرية والقوات الصديقة وغيرهم”، مؤكدة عدم وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية جرّاء الهجوم.
وأظهرت صورة من الأقمار الصناعية تم التقاطها في يوم 19 يونيو/حزيران 2025 مدرجات قاعدة العديد الجوية التي يديرها الجيش الأمريكي في قطر شبه خالية بعد نقل طائرات غير محمية إلى مواقع أخرى، وفق ما ذكرته شبكة سي إن إن الأمريكية الاثنين.
وأدانت دول عربية وغربية الهجوم الإيراني على قطر، واعتبرته انتهاكا للقانون الدولي ولسيادة قطر، داعين إلى وقف التصعيد في المنطقة.
وقاعدة العديد التي تقع على بعد 30 كلم جنوب غرب العاصمة الدوحة، أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة، وواحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية بالخليج، وأكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط،
ووفق رصد الأناضول، تعد القاعدة محورا مركزا استراتيجيا لقيادة وتحريك القوات الأمريكية، ومحورا رئيسياً للعمليات الجوية الأمريكية في المنطقة.
ويتمركز في قاعدة العديد نحو 13 ألف عسكري، غالبيتهم من سلاح الجو الأمريكي، وتضم المقرات الرئيسية للقيادة المركزية للقوات الجوية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، إلى جانب الجناح 379 للبعثات الجوية.
ويوجد فيها أكثر من 120 طائرة، وقاذفات B1 وطائرات استطلاع وقاذفات بعيدة المدى، مثلB52، وطائرات تموين بالوقود في الجو، إلى جانب وحدات دعم وإسناد ومخازن أسلحة وذخيرة.
وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية، التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة إلى دبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، لذا يعتبرها عسكريون أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.
كما تضم أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج بطول خمسة كيلومترات، وتستخدم واشنطن هذه القاعدة، التي تمثل أكبر تواجد عسكري لها بالشرق الأوسط، في حربها على “داعش” بسوريا والعراق وأفغانستان.
وبدأت الولايات المتحدة إدارة قاعدة العديد عام 2001، وفي ديسمبر/كانون الأول 2002، وقّعت الدوحة وواشنطن اتفاقًا يمنح غطاء رسميا للوجود العسكري الأمريكي في القاعدة.
وتوجت القاعدة رحلة وجود عسكري أميركي بقطر بدأ في إطار اتفاق تعاون أمني بين البلدين عام 1992، إذ أصبحت قطر وفقا لذلك حليفا رئيسيا لواشنطن في المنطقة.
وفي عام 1996، شرعت قطر في إنشاء قاعدة العديد، بتكلفة بلغت مليار دولار، واستخدمت الولايات المتحدة القاعدة عام 2001 خلال حربها في أفغانستان، ثم أعلنت رسميا عن تمركز قواتها هناك في العام التالي.
وتوسعت القاعدة تدريجيا، لتضم منشآت متقدمة من بينها مراكز قيادة وتحكم، ومخازن ضخمة للأسلحة والوقود، وورش صيانة للطائرات والمعدات، وبعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، نقلت واشنطن مركز عملياتها الجوية في الشرق الأوسط إلى قاعدة “العديد”.
و15 مايو/ أيار الماضي، زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاعدة العديد خلال زيارته للدوحة، وأعلن أن قطر ستستثمر 10 مليارات دولار في لتوسيع القاعدة الأمريكية.
وفي لاحق من مساء الاثنين، شكر ترامب أمير قطر على كل ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة.
وقال إنه “ربما تستطيع إيران الآن التحرك نحو السلام والانسجام في المنطقة وسأشجع إسرائيل على القيام بالمثل”.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا، إذ تهاجم إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين في إيران، بينما ترد طهران بقصف مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
وفجر الأحد، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، في تصعيد مباشر بعد تقديمها دعماً عسكرياً واستخبارياً ولوجستياً للهجوم الإسرائيلي على إيران.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: