
الخليج على حافة الهاوية.. هل أخطأت إيران أم أصابت باستهداف قاعدة “العديد” والاسد الأمريكيتين؟ وأين ستكون ضربتها التالية؟
القاهرة – “رأي اليوم”:
باستهداف إيران اليوم قاعدة العديد الأمريكية في قطر والاسد في العراق، تدخل الحرب الأمريكية ضد إيران منعطفا بالغ الحرج، حيث بات الخليج كله على حافة الهاوية.
وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) بـ”بدء عملية إطلاق الصواريخ الإيرانية ضد قواعد أميركية في قطر والعراق” تحت مسمى “بشارة الفتح”. وكان صحافيون في وكالة فرانس برس قد أفادوا بسماع دوي انفجارات في الدوحة التي تحتضن أكبر قاعدة أميركية في المنطقة.
في أول تعليق على استهداف قاعدة العديد، قالت الخارجية القطرية إن قاعدة العديد كانت قد أخليت في وقت سابق وفقا للإجراءات الأمنية والاحترازية، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات لضمان سلامة العاملين بقاعدة العديد من منتسبي القوات القطرية والصديقة، لافتة إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح.
وأضافت أن قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر وما يتوافق والقانون الدولي.
على الجانب الآخر قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن عملياتهم خالية من أي تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها.
“نيويورك تايمز” قالت إن إيران نسقت الهجمات على القاعدة الجوية الأمريكية في قطر مع مسؤولين قطريين وأعطت إشعارا مسبقا بأن الهجمات قادمة لتقليل الخسائر.
مسؤول أمريكي قال للجزيرة: “لم نسجل أي إصابات في صفوف القوات الأمريكية في قطر إثر الهجوم الصاروخي الإيراني”.
وفي أول قراءة لاستهداف قاعدة العديد، يتساءل الكاتب والمحلل السياسي د. مأمون فندي كيف يمكننا التفكير في ضرب القاعدة الأمريكية في قطر؟ وما هو موقفنا من إيران؟
ويجيب بأن ردّ إيران على الضربة الأمريكية داخل أراضيها عبر استهداف مصالح واشنطن في قطر قد يُعتبر مشروعًا من زاوية الانتقام، لكنّ هناك سؤالين مهمين:
أولًا، هل يُعد ذلك انتهاكًا لسيادة دولة عربية جارة؟
ثانيًا، ما هو موقف العرب من مبدأ الدفاع المشترك؟
ويخلص فندي إلى أن إيران بهذا المسار تُورّط نفسها وتُورّطنا.
في ذات السياق يرى الكاتب صلاح النصراوي أن المستهدف الآن ليس قطر وليست امريكا بل درع الجزيرة بأكمله.
وأضاف أنه في عام 70 نقل له منوشهر متقي وزير خارجية ايران ان الرئيس احمدي نجاد هدد امير قطر بأنهم سيضربون العديد اذا ما تعرضت بلاده لاي هجوم.
من جهته يرى السفير د.عبد الله الأشعل أن مهاجمة إيران للقواعد العسكرية في الخليج ليس عدوانا علي الدول المضيفة وكلها قواعد ملك أمريكا ومؤجرة.
ويضيف أنه ليس من حق قطر انتقاد العمل الايراني.
وتعليقا على قصف إيران قاعدة العديد الأمريكية في قطر ، يقول الكاتب أحمد السيد النجار إن الدول الصلبة وغير المرتعشة والمسندة بشعوب تقف وراءها كجدار عظيم للوطن وتضع معارضتها خلافاتها جانبا في لحظة المصير ومواجهة الأعداء.
ويضيف أن هذه الدول لا تنسحق أمام أكبر قوة عسكرية، بل تقاوم ببأس شعبها العظيم وتاريخها المهيب، لافتا إلى أنه أيا كانت نتائج المنازلة العسكرية التاريخية، فإنها كسرت أنف الإدارة الأمريكية المتغطرسة التي تقف وراء العدوان على فلسطين ولبنان وإيران.
اللافت في ردود الأفعال الشعبية على استهداف قاعدة العديد التأييد للضربة، حيث ترى الغالبية العظمي أنه آن الأوان أن تحصل القواعد الأميركية في المنطقة على استراحة أبدية، لأن وجودها أصبح عبئًا على الجغرافيا والتاريخ.
أحد المتابعين قال إنه لا مانع من تحويلها إلى مواقع أثرية تُزار لتُروى فيها حكايات الغطرسة التي احترقت.
الإعلامي مصطفى بكري يرى أنه إذا ما تدخلت أمريكا مجددا ، فإن الخطوة القادمة هي إغلاق مضيق هرمز، وساعتها سيدفع العالم بأسره ثمن التهور الأمريكي – الإسرائيلي.
وقد أصدرت شركة مصر للطيران بيانا جاء فيه: “نظرًا للأحداث التي تشهدها المنطقة وإغلاق المجال الجوي في عدد من الدول، تقرر إلغاء الرحلات المتجهة من مطار القاهرة إلى مدن الخليج العربي والعكس لحين استقرار الأوضاع في المنطقة”.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: