
باتت مشاركة المنتخب الإيراني في نهائيات كأس العالم 2026 مهدَّدة بشكل جدي في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، التي تستضيف الجزء الأكبر من مباريات البطولة إلى جانب كندا والمكسيك.
وبينما كان من المقرر أن يخوض منتخب إيران مشاركته الرابعة على التوالي والسابعة في تاريخه في المونديال، تشير المستجدات الأخيرة إلى أن الأجواء الجيوسياسية المتوترة قد تحرمه من الحضور. وقد ضمن المنتخب الإيراني التأهل إلى البطولة في مارس (آذار) الماضي بعد تعادل حاسم أمام أوزبكستان بنتيجة 2 – 2، سجّل خلاله النجم مهدي طارمي هدفين، ليؤمّن بطاقة التأهل الثانية عن قارة آسيا بعد اليابان.
غير أن الوضع تغيّر جذرياً في الأشهر الأخيرة، مع عودة الولايات المتحدة إلى فرض قيود مشددة على دخول مواطني عدد من الدول، من بينها إيران، وبحسب صحيفة «أستراليا نيوز»، فإن هذا الأمر من شأنه أن يعقّد مسألة حضور المنتخب الإيراني أو جماهيره في الملاعب الأميركية. وتأتي هذه التطورات في وقت صعّد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من لهجته السياسية والعسكرية تجاه إيران، معلناً استهداف مواقع عسكرية إيرانية، في ظل تصعيد متسارع بين طهران وتل أبيب.
وفي تقرير موسع لوكالة «أسوشييتد برس»، عُدَّ أن الحظر الجديد الذي فرضته الإدارة الأميركية الذي يشمل 12 دولة، بينها إيران، وأفغانستان، وتشاد، والكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وليبيا، وميانمار، والصومال، والسودان واليمن، يمنع مواطني هذه الدول من دخول الولايات المتحدة بأي نوع من التأشيرات، سواء للهجرة أو الزيارات القصيرة.
وأكد التقرير أنه بينما نصَّت القيود على استثناءات متوقعة للرياضيين والفرق المشاركة، لم تُمنح أي استثناءات للمشجعين؛ ما يعني أن الجماهير الإيرانية لن تتمكن من دخول الملاعب الأميركية، حتى في حال مشاركة منتخب بلادهم في البطولة.
وبحسب ما هو مخطط له، من أصل 104 مباريات في كأس العالم 2026، ستستضيف الولايات المتحدة 78 منها؛ ما يعني أن أي فريق يصل إلى الأدوار الإقصائية سيخوض على الأقل مباراة واحدة داخل الأراضي الأميركية.
وإذا ما تأهل المنتخب الإيراني من دور المجموعات، فإن ذلك سيفرض تحدياً كبيراً على المنظمين، الذين سيكونون مضطرين إما إلى نقل مباريات إيران إلى أراضٍ أخرى، أو إلى التعامل مع وضع استثنائي أمنياً وتنظيمياً. ومن بين السيناريوهات التي من الممكن طرحها، إدراج إيران ضمن مجموعة تلعب مبارياتها في المكسيك أو كندا، لكن التقدم في البطولة سيجعل من تفادي اللعب في الولايات المتحدة أمراً غير ممكن.
وذكرت تقارير أن المهاجم الإيراني مهدي طارمي، لاعب نادي إنتر ميلان، لا يزال عالقاً في طهران بعدما عاد إليها لخوض التصفيات القارية وتسلّم جائزة أفضل لاعب في إيران، وكان من المفترض أن يغادر إلى الولايات المتحدة للالتحاق بفريقه في كأس العالم للأندية، غير أن التصعيد العسكري حال دون ذلك.
وأكدت تقارير صحافية أن جوزيبي ماروتا، رئيس نادي إنتر ميلان، تواصل مع وزارة الخارجية الإيطالية وسفارة بلاده في طهران لمحاولة تسهيل مغادرة طارمي، إلا أن المحاولات لم تنجح حتى الآن.