رندا عطية: الزمن..

رندا عطية: الزمن..

رندا عطية: الزمن..

رندا عطية
 
مفترض أن الزمن هو الذي يسير علينا مخلفاً وواضعاً بصماته واضحةً تعباً في وجوهنا، تقدماً في اعمارنا وخبرةً في التصرف في شئون الحياة.
لذا نجد إننا إذا ما قمنا باستغلال وقتنا بطريقة منظمة لوجدنا أننا نستطيع أن نؤدي وننجز من الأعمال والأنشطة فوق ما نتصور، فاستغلالنا الأمثل للزمن تكسبه مرونة تجعله قابل للتمدد وبالتالي يصبح بامكاننا تطويعه وتشكيله وفق احتياجاتنا، بل نستطيع أن نمشي عليه ونسبقه وذلك من خلال قراءتنا لمعطيات الحاضر وتحليلها لتكون محصلة ذلك وضوح المستقبل امامنا تخطيطاً له على المدى البعيد، فالعقل يستطيع أن يستوعب ويتحمل اضعاف اضعاف طاقة الجسم – فالجسم ماهو إلا آداة تنفيذية لاوامر العقل – ولاننا في عالمنا الاسلامي والعربي عبارة عن ردود افعال لما يقوم به الآخرون تجاهنا. لذلك فاننا إذا ما اردنا أن ندخل في نطاق العالم الفاعل والمتقدم ما علينا إلا أن نقوم بتنظيم وقتنا وبالتالي نكون قد دخلنا تلقائياً في دائرة الدول صانعة الفعل بقراءتنا ومعرفتنا – استشرافاً وتوقعاً منطقياً – لاحداث الغد اليوم لنستطيع مواجهة إي طاريء أو تغيير مفاجيء، مناورةً منا في حدود الهامش المتاح لنا، اعترافاً منا بواقع الحال، سعياً لتغييره متمثلين بمثلنا السوداني القائل:( العافية درجات) وصولاً لبناء قاعدة من الخبرات المتراكمة التي يمكن أن تستفيد منها اجيالنا المستقبلية لتكون صانعة للفعل وهو شيء ليس بالغريب علينا والتاريخ شاهد على ذلك.
وهذه العملية ليست مستحيلة فعن طريق استقراء الأحداث وتحليل بياناتها بواسطة ادوات التقنية الحديثة نستطيع القيام بها بكل سهولة ويسر، لذا فإن اقل عدد من الساعات الكافية لاراحة الجسد تكفي مما يتيح للعقل أن يستغل كل طاقته مثمثلة ابداعاً وتفرداً في كل مناحي الحياة.
فالفارق بيننا وبين دول العالم المتقدم يتجسد في الزمن وما يمثله من قيمة ذات اهمية قصوى، وبما اننا كدول اسلامية وعربية قد نمنا قروناً طويلة، لذا فالذي يود أن ينام الان يجب عليه أن ينام بأثر رجعي في عالم متسارع الخطى لا ينتظر من يتثاءب ناهيك بمن يود أن ينام!!
وبذا نكون قد قطعنا شوطاً مقدراً في ردم الهوة التي بيننا وبينهم لان المنافسة هنا تصبح عقل لعقل وبما أن العلم عبارة عن مجموعة تراكمات لذا لن يستطيع أحد أن ينكر ما قدمناه للحضارة الانسانية من خلال مساهمات حضارتنا الاسلامية والعربية، فهم بدأوا من حيث انتهينا في الاندلس ونحن نستطيع أن نبدأ من حيث انتهوا هم وهنا فقط يكفينا عالمنا الخوارزمي، الذي لولا اصفاره لما كان هناك كمبيوتر وحاسوب أو شبكة معلومات وبالتالي هذا التواصل المعلوماتي الذي لم يجعل العالم قرية صغيرة بل مجرد منزل مشرعة ابواب ونوافذ غرفه بعضها على بعض.
ولهذا اخيراً لعل تطويعنا واستفادتنا من وقتنا سيخرجنا من صفوف الشاجبين والمسنكرين واخيراً المندهشين من العولمة التي قدمت لنا حين غرة لاننا كنا كالعادة نائمين!!
من الارشيف.
 
عنقاء النيل
السبرانية

جمهورية السودان
ولاية الخرطوم / ام درمان – كرري
[email protected]

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: