
ذكرت شبكة (يورونيوز بيزنيس) الاقتصادية، في تقرير لها اليوم الأحد، أنه مع استهداف منشآت الطاقة واحتمال تعطل الإمدادات، باتت إمدادات الغاز الطبيعي المسال مهددة، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على أوروبا التي خفضت اعتمادها على الغاز الروسي وأصبحت أكثر ارتباطًا بالواردات من دول مثل: قطر.
ومنذ أن بدأت إسرائيل شن ضربات جوية ضد أهداف عسكرية ونووية في إيران في 13 يونيو الجاري، ارتفعت أسعار النفط عالميًا بأكثر من 10%، وأثارت هذه التطورات قلق الأسواق من احتمال إغلاق مضيق هرمز، الممر الحيوي لنحو ثلث صادرات النفط وخُمس صادرات الغاز المسال في العالم.
ورغم أن الخبراء يستبعدون إغلاق المضيق بالكامل، فإن المخاطر وحدها دفعت بعض شركات الشحن إلى تجنّب المرور منه، ورفعت شركات التأمين تكاليف التغطية، بينما بدأت قطر تؤخر بعض شحناتها.
وتعدد أوروبا، التي تعتمد بنسبة 10% من وارداتها من الغاز المسال على قطر، مهددة بشكل خاص إذا تعطلت الإمدادات من الخليج، خاصة دول مثل: بلجيكا وإيطاليا وبولندا التي ستكون الأكثر تضررًا.
وعلى الرغم من أن الطلب الأوروبي على الغاز يكون منخفضًا عادة في الصيف، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة ترفع استهلاك الكهرباء لأغراض التبريد، ما قد يؤدي إلى عودة الضغوط على الإمدادات وارتفاع الأسعار.
ويؤثر هذا الوضع مباشرة على التضخم في أوروبا، ما قد يدفع البنوك المركزية مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي لتأجيل خفض معدلات الفائدة رغم تباطؤ النمو، وقد تبقى السياسات النقدية متشددة لفترة أطول إذا ظلت الأسعار مرتفعة ما يزيد الضغط على الشركات والمستهلكين.
وعلى المستوى العالمي، فالصراع يؤثر أيضًا على الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي تستورد 10% من احتياجاتها النفطية من إيران ، حيث أن أي تعطيل للإمدادات الإيرانية سيجبرها على البحث عن بدائل بتكلفة أعلى ما ينعكس على أسعار الطاقة العالمية ويزيد من التوترات الاقتصادية.
وفي النهاية، يحذر الخبراء من أن امتداد النزاع ليشمل دولًا أوروبية قد يكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي بأكمله، ويزيد من حالة عدم الاستقرار والتقلب في الأسواق.
وكالة أنباء الشرق الأوسط