أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي

أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي

أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي

كييف (أوكرانيا)- (أ ف ب) – أعلن رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن بلاده ستكثّف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، وذلك بعد ثلاثة اسابيع من هجوم واسع النطاق نفذته كييف ضد قاعدة جوية روسية في شرق سيبيريا.
عشية المحادثات بين البلدين في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو، قصفت أوكرانيا عدة مطارات روسية، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بواسطة طائرات مسيرة تم تهريبها إلى روسيا ثم اطلاقها من بعد في عملية معقدة.
واشارت كييف إلى أن هذا الهجوم الذي جاء ردا على القوات الجوية الروسية التي تضرب أوكرانيا بشكل شبه يومي، أدى إلى إلحاق الضرر بالعديد من الطائرات العسكرية أو تدميرها.
وفي إحاطة صحافية السبت طُلب عدم نشر مضمونها حتى الأحد، أكد سيرسكي أن هجمات مماثلة مقبلة.
وقال أمام الصحافيين “بالطبع، سنواصل. سنزيد حجم وعمق العمليات” مشيرا إلى أن كييف لن تهاجم سوى الأهداف العسكرية.
وأكد سيرسكي “لن نكتفي بالبقاء في موقف دفاعي، لأن ذلك لا يُجدي ويقودنا في النهاية إلى ما نحن عليه من تراجع وخسارة رجال وأراض”.
– طريق مسدود –
تأتي تصريحاته في وقت وصلت الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى طريق مسدود.
انعقدت آخر جولة مفاوضات بين الجانبين قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولم يُحدد أي موعد لاستئناف المحادثات.
واسفرت الحرب، الأشد ضراوة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، عن مقتل عشرات الآلاف من كلا الجانبين على الأقل. ويودي القصف المدفعي والجوي بضحايا جدد بين المدنيين يوميا.
واعلنت السلطات الاوكرانية الأحد مقتل رجل في قصف روسي على خيرسون (جنوب) ومقتل شخصين في ضربة السبت على كراماتورسك (شرق).
كذلك، قتل فتى (17 عاما) في ضربة روسية على سلوفيانسك (شرق). وأصيبت والدته واثنان من السكان وفق نيابة منطقة دونيتسك.
ورغم تكبده خسائر فادحة، يواصل الجيش الروسي عملياته على خطوط المواجهة، ويحقق مكاسب في مواجهة قوات أوكرانية أقل عددا وعتادا.
وتنفق روسيا مبالغ طائلة لتعزيز صناعتها العسكرية، رغم العقوبات الغربية الرامية إلى إضعاف اقتصادها.
وأقر رئيس الاركان بأن روسيا تحقق بعض التفوق في حرب الطائرات المسيرة، لا سيما في تصنيع طائرات مسيرة تعمل بالألياف الضوئية يصعب التشويش عليها.
وعلق “للأسف، في هذا الأمر، يتمتعون بميزة العدد ونطاق الاستخدام على حد سواء”.
– ضغط على سومي –
في المقابل، اشار إلى أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على 90 كيلومترا مربعا من الاراضي في منطقة كورسك الروسية حيث شنت كييف هجوما مباغتا في آب/أغسطس.
وقال “هذه إجراءاتنا الاستباقية للرد على هجوم معاد محتمل”.
في نيسان/أبريل، أكّدت روسيا أنها استعادت بشكل كامل منطقة كورسك من القوات الأوكرانية، ونفت أي وجود لكييف فيها.
ثم شنّت هجمات في منطقة سومي الأوكرانية المجاورة، وسيطرت على عدة بلدات من أجل إقامة منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية.
الجمعة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه “لا يستبعد” سيطرة بلاده على مدينة سومي.
وأكد سيرسكي، من جانبه، أن قواته “أوقفت” العمليات الهجومية في المنطقة، مؤكدا أن الوضع “مستقر” وأن كييف استعادت قرية أندرييفكا.
تحتل موسكو نحو خُمس مساحة أوكرانيا، وأعلنت ضم أربع مناطق أوكرانية منذ بدء هجومها في 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
وتتهم كييف موسكو بالعمل على تقويض التوصل إلى اتفاق سلام بهدف إطالة أمد هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا والاستيلاء على مزيد من الأراضي.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: