
إطلاق سراح المعارض البيلاروسي سيرغي تيخانوفسكي
وارسو- (أ ف ب) – أُطلق سراح المعارض البيلاروسي البارز سيرغي تيخانوفسكي زوج المعارِضة سفيتلانا تيخانوفسكايا مع 13 سجينا سياسيا آخرين اعتقلوا عام 2020 خلال حملة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية في بيلاروس التي يحكمها ألكسندر لوكاشنكو منذ أكثر من 30 عاما.
قبل خمس سنوات، قاد تيخانوفسكي حركة احتجاج حاشدة ضد إعادة انتخاب لوكاشنكو قمعها الرئيس بعنف.
وقالت منظمة فياسنا غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان السبت في رسالة على تلغرام “صدر عفو عن سيرغي تيخانوفسكي، كما أُطلق سراح 13 شخصا آخرين”.
ونشرت المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا مقطع فيديو بدت فيه تعانق رجلا حليق الرأس.
ثم نشرت رسالة على “اكس” تشكر فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب و”حلفاءنا الأوروبيين” على “جهودهم”.
وكتبت “زوجي سيرغي حر! يصعب وصف فرحتي”.
وأضافت “لم ننتهِ بعد. لا يزال 1150 سجينا سياسيا خلف القضبان. يجب إطلاق سراحهم جميعا”.
وتابعت “إنه بقربي مع الأطفال. عائلتنا تحلم بهذا منذ خمس سنوات، وعملنا جميعنا على تحقيقه منذ لحظة اعتقاله”.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإفراج عن تيخانوفسكي بـ “خبر رائع ورمز قوي للأمل لجميع السجناء السياسيين الذين يعانون في ظل نظام لوكاشنكو العنيف”. وكررت على منصة “اكس” دعوتها “إلى إطلاق سراحهم فورا”.
كذلك رحّب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول بالإفراج عن تيخانوفسكي داعيا إلى “عدم نسيان” العديد من السجناء السياسيين الآخرين.
– ثنائي معارض –
قبض على تيخانوفسكي البالغ 46 عاما في أيار/مايو 2020، قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية في آب/أغسطس التي شهدت حركة احتجاجية تاريخية عارضت إعادة انتخاب الكسندر لوكاشنكو، الرئيس الاستبدادي المثير للجدل والذي يتولى السلطة منذ العام 1994.
وكان تيخانوفسكي مدوّنا وله قناة شهيرة على يوتيوب، وأراد أن ينافس لوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية.
بعد سجنه، تولت زوجته سفيتلانا تيخانوفسكايا قيادة المعارضة وترشّحت للرئاسة بدلا منه، وجمعت خلال حملتها الانتخابية حشودا في كل أنحاء البلاد.
لكن لوكاشنكو فاز في الانتخابات بنسبة 80% من الأصوات بحسب أرقام رسمية.
ثم تظاهر عشرات الآلاف لأسابيع ضد إعادة انتخابه، منددين بعمليات تزوير ضخمة.
ووضعت السلطات حدا للحركة الاحتجاجية عبر اعتقال الآلاف وممارسة أعمال تعذيب أثناء الاحتجاز وإصدار مئات الأحكام القاسية بالسجن.
من جانبها، أُجبرت تيخانوفسكايا على التوجه إلى المنفى بضغط من السلطات.
ومذاك تقود تيخانوفسكايا المعارضة من الخارج بعدما فرت من أعمال القمع.
وأفادت منظمة فياسنا أن من بين السجناء السياسيين الأربعة عشر الذين أُفرج عنهم السبت صحافيا من إذاعة أوروبا الحرة، وأستاذة جامعية، ومواطنة سويدية- بيلاروسية، ورجل أعمال، وناشطا فوضويا.
– دور “حاسم” لواشنطن –
وحُكم على تيخانوفسكي عام 2021 بالسجن 18 عاما بتهمة “تنظيم أعمال شغب” و”التحريض على الكراهية”، ثم 18 شهرا إضافيا بتهمة “العصيان”.
واحتُجز في ظروف قاسية، مع انقطاع شبه تام عن العالم الخارجي.
في آذار/مارس 2024، أعلنت تيخانوفسكايا أن اخبار زوجها المسجون انقطعت منذ عام، معتبرة أن ذلك بالنسبة اليها هو شكل من أشكال التعذيب.
ونشرت منظمة فياسنا صورا له بعد إطلاق سراحه تُظهر وجهه نحيلا جدا.
ولاحقا، أعلن وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس على منصة “اكس” أن السجناء الأربعة عشر المفرج عنهم هم في ليتوانيا.
وأكد بودريس الذي تشترك بلاده بحدود مع بيلاروس أن “دور الولايات المتحدة في إطلاق سراحهم كان حاسما”.
بدوره شكر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي الذي تستضيف بلاده عشرات الآلاف من مواطني بيلاروس الفارين من القمع، المبعوث الأميركي كيث كيلوغ.
منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة تقاربت إدارته من روسيا الحليف الرئيسي لبيلاروس والتي استُخدمت أراضيها كقاعدة انطلاق للقوات الروسية في الهجوم على أوكرانيا في 2022.
وتجلّى التقارب في العلاقات الأميركية الروسية بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة عبر إطلاق سراح مواطنين أميركيين محتجزين في روسيا أو تبادلهم.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: