
عن دار «النابغة» في القاهرة، صدر للدكتور رسول عدنان كتاب عن الشعراء العراقيين الذين اتفق على تسميتهم بـ«جماعة كركوك»، وهم أربعة شعراء: صلاح فائق وسركون بولص ومؤيد الراوي وفاضل العزاوي. يقع الكتاب، الذي جاء بعنوان «جماعة كركوك-الحداثة الثانية» في 158 صفحة من القَطع الكبير، وضمّ أربعة فصول.
ويُعدّ هذا الكتاب هو الكتاب الشامل الأوّل عن هذه الجماعة، حيث لم يسبق أنْ صدَر كتاب باللغة العربية عن جماعة كركوك، التي أخذت على عاتقها، وفقاً للمؤلف، «تطوير مشروع حسين مردان في قصيدة النثر». وقد تضمّن الكتاب جانبين؛ أحدهما تنظيري، والآخر تطبيقي. الجانب التنظيري ركز على التعريف بمفهوم الجماعات وسبب ظهورها، ثم تطرّق إلى التعريف بالشعر الذي يكتب نثراً، ووقف عند جماعات المهجر العربي وتأثيرها، ثمّ استعرض مراحل الشعر الذي يكتب نثراً منذ النثر الفني، مروراً بالشعر المنثور، إلى شعر التفعيلة، إلى الشعر الحر، إلى قصيدة النثر.
ثم تناول المؤلف إشكالات التسمية بين قصيدة النثر والشعر الحر، قائلاً بهذا إنه «اكتشف أوزان الشعر المنثور، ولم يسبقه إلى ذلك أحد، حيث ظلّ هذا الشعر إلى وقت طويل يعتقد أنّه يكتب بلا وزن أو قافية».
ثم استعرض الناقد تأريخ قصيدة النثر العالمية والعربية حتى وصل إلى جماعة كركوك، فتناول آراء هذه الجماعة بقصيدة النثر، نافياً أن يكون هنالك أيُّ تأثير لجماعة مجلة شعر اللبنانية على جماعة كركوك، وخاصة أدونيس.
أمّا الجانب التطبيقي من الكتاب فقد ركز على تفكيك قصيدة لكل شاعر من الشعراء الأربعة الذين اختارهم في هذا الكتاب، ثم قارب بين هذه القصائد ونماذج شعرية من قصيدة النثر الفرنسية عند برتران وبودلير، مثلما قارب أيضاً بين شعرية حسين مردان وبودلير وبرتران.
وتناول الدكتور عدنان العلاقة بين جماعة كركوك وجماعة جيل البيتنكس الأميركية، والتأثير المتبادل بين الجماعتين، والعلاقة التي جمعت بينهم وبين جماعة كركوك، خاصة بعد وصول سركون بولص إلى مدينة سان فرنسيسكو، حيث التقى هذه الجماعة وتحوّل إلى رابط بين الجماعتين.