
رغم مرور عقود على وفاته، لا يزال عبد الحليم حافظ حاضرًا في الذاكرة كواحد من أعظم رموز الغناء العربي، وصاحب الصوت الذي لمس قلوب الملايين عبر الأجيال وُلد العندليب الأسمر في 21 يونيو عام 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، واسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة. التحق بمعهد الموسيقى العربية عام 1943 وتخرج عام 1949 في قسم التلحين، ثم عمل معلمًا للموسيقى في عدد من المحافظات منها طنطا والزقازيق، قبل أن ينتقل إلى القاهرة حيث انطلقت مسيرته الفنية اللامعة. وبمناسبة ذكرى ميلاده، نسلّط الضوء على واحدة من القصص الإنسانية المميزة في حياة عبد الحليم حافظ، وهي قصة البدلة التي أهداه إياها العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، والتي تحمل طابعًا نادرًا لا يتكرر.هدية خاصة بتوقيع ملكي
كانت للملك الحسن الثاني علاقة إعجاب كبيرة بعبد الحليم، دفعته لأن يخصّه بهدية غير تقليدية: بدلة أنيقة صُممت خصيصًا له على يد المصمم الإيطالي الشهير “سمالتو”. لم تكن مجرد بدلة عادية، بل جاءت بتصميم مطابق تمامًا لبدلة أخرى ارتداها الملك نفسه، مع اشتراط خاص بعدم تكرار هذا التصميم لأي شخص آخر. الملك أرسل إلى “سمالتو” وطلب منه تفصيل بدلتين متماثلتين في القماش والتصميم، إحداهما له والأخرى للعندليب، ووقّع المصمم تعهّدًا بألا يُعاد تنفيذ هذا التصميم لأي شخص آخر، ليظل التصميم فريدًا وحصريًا. بعد الانتهاء من تفصيل البدلتين، قام الملك بإرسال واحدة منهما إلى عبد الحليم حافظ، الذي ارتداها في عدد من المناسبات، لتتحول لاحقًا إلى إحدى القطع الشهيرة التي ارتبطت بصورته الأنيقة وأسلوبه الراقي. عبد الحليم… فنان تتقاطع حوله القلوب والعرش
لم تكن تلك الهدية سوى دليل جديد على مكانة عبد الحليم حافظ الكبيرة، ليس فقط لدى الجمهور، بل أيضًا في نفوس القادة والملوك فقد كان صوته الصادق وموسيقاه الراقية جسرًا يصل إلى الجميع بلا استثناء.