
أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن وزارة الخارجية المصرية تكثف جهودها وتحركاتها الدبلوماسية على كافة المستويات، سواء مع الدول العربية أو الأوروبية، في إطار محاولاتها الجادة لاحتواء التصعيد المتزايد بين إيران والكيان الصهيوني.
وأشار خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هناك توجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، لتعزيز الاتصالات مع القوى الدولية المؤثرة من أجل الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية المتبادلة مع إيران، والعودة إلى طاولة التفاوض.
وأضاف العزبي أن من أبرز التحركات الأخيرة كانت الاتصالات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى جانب اتصال مهم جرى خلال الـ48 ساعة الماضية بين الدكتور بدر عبد العاطي والمفوض الأوروبي لشؤون العلاقات الخارجية جوزيب بوريل، وكذلك التواصل مع أطراف إيرانية من بينها عباس عراقجي، مما يؤكد أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة ومتزنة.
ونوّه العزبي إلى أن مصر تضع نصب عينيها مبدأين أساسيين: رفض التصعيد العسكري باعتباره طريقًا مسدودًا لا يؤدي إلى حلول، والدعوة لاستئناف الحوار حول البرنامج النووي الإيراني، باعتبار أن الحل الدائم لا يتحقق إلا بالمفاوضات.
وحذر العزبي من العواقب الكارثية في حال أقدمت إيران على غلق مضيق هرمز أو تلغيمه، وهو ما سيؤدي إلى شلل في إمدادات الطاقة العالمية، وارتفاع حاد في أسعار البترول ومشتقاته، وبالتالي انفجار معدلات التضخم عالميًا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا لوجستيًا مكثفًا لإسرائيل، يشمل تعزيز منظومات الدفاع الجوي وصواريخ الاعتراض، فيما يستخدم الحرس الثوري الإيراني تكتيكًا عسكريًا يُعرف بـ”إنهاك الدفاعات الجوية”، من خلال إطلاق موجات متتالية من الصواريخ الباليستية والكروز، يليها صواريخ فرط صوتية.
وأوضح أن الهدف من هذا الأسلوب هو إرباك الدفاعات الإسرائيلية واستنزاف قدراتها الاعتراضية، حيث تصل الصواريخ المختلفة في توقيت متزامن، ما يشكل ضغطًا مركبًا يصعب التعامل معه ميدانيًا.