
في تطور مفاجئ ومحزن للغاية، يظهر الوجه القبيح لصناعة الألعاب المستقلة، أعلن دينو باتي، المؤسس المشارك لاستوديو Playdead الشهير، والذي قدم لنا تحفتين فنيتين شهيرتان للغاية، وهما Limbo و Inside، بأنه يواجه الآن دعوى قضائية رفعها الاستوديو نفسه ضده، وهو نزاع يُلقي بظلاله على تاريخ أحد أكثر الاستوديوهات إبداعًا، ويُسلط الضوء على خلاف مرير بين مؤسسيه.
أكد دينو باتي أن الدعوى القضائية هي نتيجة لتهديدات قانونية تلقاها في وقت سابق من هذا العام، وأن محامي الاستوديو يعتزمون المضي قدمًا في القضية، ويعني ذلك أن المحاكمة باتت وشيكة.
ويُقال إن جوهر الدعوى القضائية يأتي بسبب منشور لباتي على موقع LinkedIn في أواخر عام 2004، احتوى على وصف مطول لعملية تطوير لعبة Limbo، بالإضافة إلى صورة غير مصرح بها يمتلكها آرنت ينسن، المؤسس المشارك الآخر لاستديو Playdead والمخرج الفني للعبة Limbo، وقد طالب ينسن لاحقًا بتعويض قدره 500 ألف كرونة دنماركية 77 ألف دولار أمريكي.
وفي رسالة قانونية أُرسلت إلى باتي من محامي Playdead عقب منشوره المذكور، أشارت إلى أن باتي كان يحاول إيهام الآخرين بأنه كان له دور أكبر في تطوير اللعبة مما هو عليه في الواقع، وقد جاء في الرسالة:
نريد أن نكرر ونحذر بأن استمرارك في استخدام أصول الاستديو وأي إفصاح واستغلال لمعرفة داخلية عن Playdead لأغراض تجارية يُعد انتهاكًا ويُشكل خرقًا لبنود السرية. من خلال تزويد المتلقين برؤى أساسية لعملية تطوير Limbo، أنت تُعطي انطباعًا خاطئًا بأنك لعبت دورًا مهمًا، بما في ذلك دور إبداعي، في تطوير اللعبة.
رسالة من محامي Playdead
من جانبه، يدعي دينو باتي أن هذه الدعوى القضائية هي تتويج لخلاف طويل الأمد مع زميله المؤسس آرنت ينسن، والتي يؤكد فيها أن هذه الإجراءات القانونية جزء من محاولة ينسن لمحو اسمه من تاريخ Playdead، ويُشير باتي إلى أن اعتماده في حقوق اللعبة الأصلية كان في الصفحة الأولى كمنتج تنفيذي، بينما في الإصدارات اللاحقة بعد مغادرته، تم وضعه في مرتبة متأخرة جدًا من قائمة الحقوق، ففي نسخة Switch على سبيل المثال، يظهر اسم باتي في الصفحة الثالثة من الحقوق.
تأسس Playdead في عام 2006 على يد كل من باتي و ينسن، ونجحا في تحقيق نجاح تجاري ونقدي هائل مع إطلاق لعبة Limbo في عام 2010، تلتها لعبة Inside التي لاقت استحسانًا مماثلًا في عام 2016، ورغم كل ذلك، يقول باتي إن صداقتهما بدأت في التدهور قبل عامين من إطلاق Inside، وغادر باتي في النهاية الاستوديو في عام 2017 ليؤسس استوديو Jumpship الجديد، والذي أطلق أولى ألعابه Somerville في عام 2022.
يأمل باتي أن تُتيح المحاكمة القادمة له الفرصة للتحدث علانية عن الوضع دون خوف من العواقب القانونية، وصرح:
الشيء الرائع هو أن الصحفيين مثلكم في Arkaden يمكنهم طلب الوصول إلى كل ما يحدث. ولن أخفي شيئًا، سأكون مطالبًا قانونيًا بالإفراج عن جميع الصور والمواد التي تُظهر ما حدث. هذا يُشير إلى أن القضية قد تكشف عن تفاصيل مثيرة لم تكن معروفة للعلن.
إن هذا النزاع القضائي يُعد فصلًا حزينًا في قصة Playdead، الاستوديو المستقل الذي كان مثالًا يحتذى للعديد من المطورين الآخرين، وكان له فضل في وضع لبنة الأستوديوهات المستقلة وانتشارها بهذه القوة، حيث أُشيد به دائمًا لرؤيته الفنية الفريدة وأسلوبه المتميز في ألعاب الفيديو.