مصانع الحديد تتأهب لسيناريوهات بديلة بعد وقف إمدادات «الغاز»

مصانع الحديد تتأهب لسيناريوهات بديلة بعد وقف إمدادات «الغاز»

تبحث شركات الحديد العاملة بتكنولوجيا الاختزال المباشر في السوق المصري عن بدائل جديدة لمواجهة تداعيات توقف إمدادات الغاز الطبيعي، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع أسعار الشحن والطاقة، بما يهدد استقرار إنتاج الحديد الإسفنجي.

وقال حسن المراكبي، رئيس مجموعة المراكبي للصلب، لـ«البورصة»، إن وزارة البترول أوقفت مؤخرًا ضخ الغاز لمصانع الحديد العاملة بتكنولوجيا الاختزال المباشر، والتي تستحوذ على نحو 80% من استهلاك القطاع للغاز، موضحًا أن التأثير الفوري يقتصر على مصنعين فقط حتى الآن.

وأضاف أن توقف الإمدادات لفترة قصيرة – لا تتجاوز شهرًا – لن يكون له تأثير كبير نتيجة وفرة المخزون واستقرار الطلب المحلي، لكن استمرار التوقف لفترة أطول قد يدفع المصانع لاستيراد خامات بديلة مثل الحديد الإسفنجي المستورد أو HPI، وربما البيليت الجاهز، في حال تعذّر التشغيل المحلي.

وأشار إلى أن معظم مصانع الحديد الأخرى تعتمد على الكهرباء، ما يقلص من تأثير قرار وقف ضخ الغاز، لكنه حذر من أن أي اضطرابات في إمدادات الكهرباء قد تُحدِث تأثيرًا مباشرًا على القطاع بأكمله.

أوضح المراكبي أن الغاز الطبيعى للمصانع يباع حاليًا بـ 5.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية، بينما ارتفعت أسعار الشحن البحري بنحو 20% مؤخرًا، مع توقعات بمزيد من الزيادات على خلفية ارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما يزيد الضغوط على المصانع الموجهة للتصدير.

وأكد أن التهديد الأكبر حالياً يتمثل في احتمالية تعطل الملاحة عبر مضيق هرمز نتيجة التصعيد بين إيران وإسرائيل، وهو ما قد يربك إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد.

حنفي: 4 مصانع تعتمد كليًا على الغاز ولا بديل مباشر في ظل التصعيد الإقليمي

قال محمد حنفي، المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية، إن عدد المصانع العاملة بتكنولوجيا الحديد الإسفنجي في مصر يبلغ 4 مصانع، مضيفًا أن أياً منها لن يتمكن من إيجاد بديل مباشر للغاز في حال تأثر الإمدادات بسبب تطورات الصراع الإقليمي.

وأضاف أن بعض المصانع الأخرى تستخدم الغاز الطبيعي في مراحل درفلة الحديد فقط، ما يقلل من حدة تأثير تعطل الإمدادات.

وأشار إلى أن هذه المصانع قد تلجأ لتقليص التشغيل أو العمل بنظام المناوبات لتقليل استهلاك الغاز.

الزيني: استقرار أسعار الحديد محليًا بدعم من وفرة المخزون وتراجع الطلب

وعلى صعيد الأسعار، قال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الحديد في السوق المحلية مازالت مستقرة رغم التوترات، إذ تتراوح بين 36 و38 ألف جنيه للطن من المصنع، ويصل سعر البيع النهائي إلى نحو 40 ألف جنيه، بدعم من تراجع حركة البناء والطلب على المواد الإنشائية.

وأضاف أن الشعبة تتابع تطورات السوق العالمي، خاصة أسعار البليت والطاقة، لما لها من انعكاس مباشر على تكلفة الإنتاج.

هشام: الغاز يمثل 30% من استهلاك الطاقة ونعمل على تأمين خطط التوسع

قالت فرح هشام، مدير التسويق بشركة «يونيون ستيل سوليوشن»، إن الشركة تعتمد جزئيًا على الغاز في عمليات اللحام داخل مصانع الهياكل المعدنية، بنسبة تتراوح بين 20 و30% من الطاقة المستخدمة.

وأضافت أن الشركة تمتلك مصنعًا قائمًا في العاشر من رمضان، وتُجهّز حاليًا لتوسعة جديدة تشمل مصنعًا على مساحة 5500 متر مربع، لرفع الطاقة الإنتاجية الشهرية من 2000 إلى 4000 طن من الهياكل والجمالونات.

أشارت إلى وضع خطط بديلة لمواجهة أي اضطرابات في الإمدادات لضمان استمرار العمليات دون تأثر بالمبيعات.

بقلم:
إسراء كامل