
في وقت بالغ الخطورة إقليميا ودوليا.. ما الرسائل التي انطوى عليها لقاء السيسي وعراقجي؟ ما الجديد؟ ما إمكان توثيق العلاقات وهل تكون إيذانا بعودة القاهرة قوة إقليمية لها وزنها؟
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
ما الرسائل التي ينطوي عليها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، وما الذي يمكن أن يترتب عليه؟ هل من جديد حقيقي؟ أم أن الأمر لا يعود كونه مساومة من مساومات السياسة؟
وما دلالة تأكيد السيسي خلال اللقاء ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية وتشديده على حتمية عودة الملاحة إلى طبيعتها في منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وزير الخارجية المصري قالها صراحة: “هناك تطور واضح في علاقاتنا مع إيران وسعداء لانفتاح طهران على دول الجوار”، وهو الأمر الذي قابله وزير الخارجية الإيراني بقوله على الملأ: “لا توجد حالياً أي عقبة في العلاقات بين مصر وإيران”.
فكيف قرأ المحللون زيارة عراقجي للقاهرة؟ وماذا قالوا عنها؟
د. محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يرى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني مهمة جدا في وقت شديد الصعوبة لا يخفى على أحد سواء في سياق المفاوضات الإيرانية- الأمريكية وانعكاساتها الإقليمية والدور الإيراني المستقبلي في ظل معادلات ما بعد الاتفاق نجاحا وفشلا.
ويضيف أن الأمر الثاني ما يحدث في غزة وشبه الفشل للخطة المراد فرضها على غزة، لافتا إلى أن إيران تقطعت أوصالها مع أهم أطرافها في الإقليم: حزب الله وسورية والعراق بدرجة ما.
وبحسب إدريس فإن إيران بحاجة إلى التنسيق مع مصر التي تعتبر طرفا إقليميا مهما.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن إيران تسعى منذ سنوات لإقامة علاقات كاملة ولكن مصر تتمنع بسبب مبررات قد تكون حقيقية أو متوهمة.
ويقول إن مصر لأسباب معينة تخص أوضاعها الإقليمية والدولية والداخلية ربما كانت في مراحل متعددة منذ عهد مبارك ثم مرسي ثم المجلس العسكري ثم جمهورية الرئيس السيسي ، ظلت متمنعة على علاقات قوية مع إيران رغم أنها تعلم أن الدول الخليجية تعادي إيران ظاهريا ولكنها باطنيا لها علاقات اقتصادية قوية.
وعن جديد الزيارة اليوم يرى د. إدريس أن من الواضح أن زيارة ترامب للدول الخليجية الثلاث كانت بها شبه تجاهل للدور المصري وشبه تهميش.
ويؤكد د. إدريس أن مصر بحاجة إلى مراجعة لسياسة التمنع تجاه إيران، مشيرا إلى أن التهميش الذي تعرضت له مصر ليس من أمريكا فقط، بل من الدول الشقيقة ، فضلا عن الضغوط التي تتعرض لها من كل الاتجاهات، تفرض عليها التفكير بجدية في علاقاتها مع إيران، مشيرا إلى أن خطوة من هذا النوع ستضع مصر في إطار وزنها الإقليمي الحقيقي، وسترد كثيرا من اعتباراتها.
وعبر د.إدريس عن تفاؤله بلقاء الرئيس السيسي مع وزير الخارجية الإيراني متمنيا أن يكون التفاؤل في محله، لافتا إلى أن الزيارة في هذا التوقيت وفي خضم مفاوضات طهران مع أمريكا لها دلالة لا تخفى.
ويختتم د. إدريس متمنيا إقامة علاقات مصرية إيرانية تركية لتكوين مثلث النهضة الحضاري الإسلامي يجمع الأمم الثلاث: العرب، الايرانيون، الأتراك.
من جهته يرى الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب أن زيارة وزير الخارجية الإيراني للقاهرة اليوم ولقاءه مع السيسي تؤكد أن هناك خطا مفتوحا مع إيران ، مشيرا إلى أنه حان الوقت لإقامة علاقة حقيقية بين القاهرة وطهران تحقق مصالح كلتا البلدين.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن مصر لم يعد معها أحد، لافتا إلى أن الصدام وارد بينها وبين تل أبيب لاسيما أن فكرة التهجير لا تزال قائمة.
ويؤكد أن علاقة القاهرة مع محور المقاومة والصين وروسيا ضرورية وخالصة وليس لاستخدامها مع أمريكا.
ويقول حسين إنه داعم دائما وأبدا للعلاقة العربية والإسلامية، منتقدا أن يكون هناك خط طيران بين القاهرة وتل أبيب ولا يوجد خط بين القاهرة وطهران، محذرا ممن يحاولون تضخيم الخطر الإيراني.
الأديب عباس منصور قالها صراحة ودون مواربة: ” لن تستقيم علاقات مصر الدولية إلا بإعادة العلاقات مع إيران ومعاملة دول الخليج بالمثل”.
اللافت في ردود الأفعال على زيارة عراقجي الترحيب والتأكيد على أن إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران يفتح المجال لعدم التبعية والاحتكار ونمو الاقتصاد نموا حقيقيا بما هو أفضل لمصلحة مصر أولا وفوق كل اعتبار.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: