
تستثمر شركات الطاقة الكبرى أموالاً طائلة في استكشاف وإنتاج الغاز في ماليزيا وإندونيسيا، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة نتيجةً للنمو السكاني وانتشار مراكز البيانات في المنطقة.
تأتي هذه الموجة من الاستثمارات في الوقت الذي تعود فيه الشركات الأوروبية الكبرى إلى أنواع الوقود التقليدية الأكثر ربحية، في ظل سعي الدول إلى مسارات جديدة للانتقال في مجال الطاقة، بينما تسعى حكومات جنوب شرقي آسيا إلى توفير إمدادات غاز محلية بأسعار معقولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين أمن الطاقة.
وفي مؤتمر آسيا للطاقة الذي عُقد في كوالالمبور هذا الأسبوع، تعهدت شركة «شل» بزيادة استثماراتها في ماليزيا بمقدار 9 مليارات رينغت (2.12 مليار دولار) على مدى العامين أو الثلاثة المقبلة، وفقاً لما صرّح به رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، يوم الثلاثاء.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «شل» وائل صوان، خلال المؤتمر: «من المتوقع أن ينخفض إنتاج الغاز في جنوب شرقي آسيا بنسبة 20 في المائة تقريباً حتى عام 2035… وهذا يتطلب تعويضاً (بديلاً)». وأضاف: «وأفضل تعويض هو الغاز الطبيعي المسال، لأن البنية التحتية تعتمد بالفعل على الغاز».
ويوم الاثنين، استحوذت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية الكبرى على حصص إضافية في أصول الغاز الماليزية من شركة الطاقة الحكومية «بتروناس». وقال الرئيس التنفيذي لـ«توتال» باتريك بويان: «أعتقد أن هذا هو المكان الذي ينمو فيه السكان. لذا، نحتاج إلى مزيد من الطاقة».
وتمضي شركتا «إيني» الإيطالية الكبرى و«بتروناس» الماليزية، قدماً في مشروع مشترك مُخطط له لتطوير أصول الغاز في إندونيسيا وماليزيا، ومن المتوقع توقيع اتفاقية بحلول نهاية هذا العام.
وعادت شركة «إنبكس»، أكبر شركة استكشاف يابانية، إلى ماليزيا، وتعمل على استكشاف الموارد في ست مناطق بحرية، بالإضافة إلى تطوير مشروع «أبادي» للغاز الطبيعي المسال في إندونيسيا، وفق ما صرّح به الرئيس التنفيذي، تاكايوكي أويدا، حسبما ذكرت «رويترز».
وأضاف: «سيزداد الطلب على الغاز الطبيعي، خصوصاً الغاز الطبيعي المسال، على مدى فترة زمنية أطول بعد عام 2040، ربما حتى عام 2050». وأوضح: «في ظل الوضع الجيوسياسي الحالي، الذي يتسم بعدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ، فإن إحدى الاستراتيجيات التي نتّبعها حالياً هي الإنتاج المحلي للاستهلاك المحلي».
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة «كونوكو فيليبس»، ريان لانس، بأن الشركة الأميركية الكبرى تخطط للاستثمار في منطقة «صباح» البحرية، بعد أن تخلت عن مشروع في «ساراواك».
ويُنظر إلى الغاز الطبيعي أو الغاز الطبيعي المسال على أنه الوقود الرئيسي في المنطقة، ليحل محل الفحم، ويقلل الانبعاثات، كما يمكن لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز أن توفر مصدر طاقة مستقراً لمراكز البيانات.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة «بتروناس»، تنكو محمد، بأن الشركة تعمل على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات، والذي من المتوقع أن يتضاعف إلى أكثر من 945 تيراواط/ساعة عالمياً بحلول عام 2030. وأضاف: «جميع أنظمة الطاقة المتاحة لدينا تعمل الآن على تلبية هذه الزيادة في الطلب».
من جانبه يرى نائب رئيس مجلس إدارة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، دانيال يرجين، أن الغاز أصبح يتمتع الآن بأهمية أكبر بكثير مما كان عليه قبل عامين. موضحاً: «لن تتمكن الدول من توليد الكهرباء التي تحتاج إليها للنمو ولمراكز البيانات دون دور أكبر للغاز الطبيعي».