
يشكّل كأس العالم للأندية فرصة ذهبية أمام النجوم الصاعدين لاستعراض مواهبهم على مسرح عالمي، سواء كانوا قد لمعوا بالفعل في كبرى المسابقات، أو لا يزالون في بداية رحلتهم نحو المجد. وبينما باتت بعض الأسماء معروفة، يسعى آخرون إلى استغلال هذه النسخة الصيفية من البطولة للفت الأنظار وفتح آفاق جديدة لمسيرتهم، بحسب شبكة The Athletic.
من أبرز هؤلاء اللاعبين الذين يبلغون 21 عاماً أو أقل، الفرنسي دزيريه دووي، نجم باريس سان جيرمان البالغ من العمر 19 عاماً، الذي خطف الأضواء في ميونيخ بثنائية وتمريرة حاسمة أمام إنتر ميلان، في واحدة من أعرض نتائج دوري الأبطال. وعلى الرغم من أنه لم يسجل في المباراة الافتتاحية أمام أتلتيكو مدريد، فإن مواطنه سيني مايوولو، البالغ من العمر 19 عاماً أيضاً، واصل تألقه بعد هدفه الخامس في دوري الأبطال، بتسجيله هدفاً جديداً في روز بول. ويبدو أن هذا الصيف سيكون محطة مهمة لترسيخ مكانته.
المثير للدهشة، أن مايوولو ودووي لم يكونا الأصغر سناً على أرض الملعب؛ إذ شارك معهم إبراهيم مباي البالغ 17 عاماً، والذي أظهر قوة هجومية ملفتة وصنع الهدف الرابع لفريقه. ومع المنافسة القوية في هجوم باريس سان جيرمان، إلا أن الفرص قد تتكرر لمباي خلال البطولة.
وفي وسط الميدان، يبرز البرتغالي جواو نيفيز، البالغ 20 عاماً، الذي لعب أكثر من 3700 دقيقة في الموسم الماضي. نيفيز، المعروف بتدخلاته الصلبة، ساعد فريقه في افتكاك الكرة سريعاً في الهدف الأول أمام أتلتيكو. إلى جانبه يبرز وارن زائير – إيمري (19 عاماً)، الذي كان عنصراً محورياً في تتويج باريس بالدوري الفرنسي، رغم الاعتماد على نيفيز، فيتينيا وفابيان رويز في الأمتار الأخيرة من الموسم.
ومن العاصمة الفرنسية إلى ميونيخ، يواصل بايرن ميونيخ ضخ الدماء الجديدة إلى تشكيلته. تعاقد النادي مع توم بيشوف (19 عاماً) قادماً من هوفنهايم، ويُتوقع أن يشكل قوة حيوية في خط الوسط، بفضل تمريراته المتقنة وقدرته على التقدم من الخلف. وبينما لم يشارك أمام أوكلاند سيتي، ظهر اسم جديد هو لينارت كارل، البالغ من العمر 17 عاماً، الذي أظهر ثقة لافتة وتحكماً لافتاً شابه كثيراً ما اعتاد عشاق الكرة على رؤيته من الهولندي آريين روبن.
وفي الطرف الأيسر، يواصل آدم أزنو (19 عاماً) التطور، بعد فترة إعارة ناجحة مع بلد الوليد الإسباني، ويبدو جاهزاً ليكون ضمن مخططات فينسنت كومباني.
في النمسا، يواصل ريد بول سالزبورغ تقديم مواهب لافتة، على رأسها أوسكار غلوخ (21 عاماً)، الذي يتحمل العبء الإبداعي للفريق. غلوخ يمتاز بتحكم عالٍ بالكرة ومهارة التمرير بكلتا القدمين، ويجيد اللعب خلف المهاجم أو على الطرف الأيسر. إلى جانبه، نيني دورجيليس (22 عاماً) سجل 13 هدفاً وصنع 4 في الدوري النمساوي بأسلوبه المراوغ الخاطف.
من أميركا الجنوبية، يتقدم المشهد فرانكو ماستانتوينو (17 عاماً)، صانع ألعاب ريفر بليت الأرجنتيني، الذي سجل وصنع 7 أهداف في آخر 10 مباريات، قبل انتقاله المنتظر إلى ريال مدريد مقابل 63.2 مليون يورو. وتعد هذه البطولة اختباراً حقيقياً له أمام فرق أوروبية كبرى مثل إنتر. ويُقارن كثيرون أسلوبه بميسي، رغم اختلاف طريقة لعبه.
ومع إصابات في صفوف ريال مدريد، تبدو الفرصة مواتية أيضاً للاعبين مثل إندريك (18 عاماً) وأردا غولر (20 عاماً) لإثبات وجودهم تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو. كذلك، النجم البرازيلي إيتستيفاو ويليان (18 عاماً) سيحاول ترك بصمة قبل الانتقال إلى تشيلسي، بعد موسم سجل فيه 13 هدفاً في الدوري البرازيلي.
وفي مانشستر سيتي، تعاقد الفريق مع ريان شركي (21 عاماً)، الموهبة الفرنسية القادرة على المراوغة والتمرير بالسلاسة نفسها. ومن المتوقع أن يكون له دور هجومي كبير، خصوصاً في ظل غياب دي بروين. أما في يوفنتوس، فيسطع اسم كينان ييلديز (20 عاماً)، الذي نفذ 113 مراوغة في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، أكثر من أي لاعب آخر في الفريق.
وفي دورتموند، يسير جوبي بيلينغهام (19 عاماً) على خطى شقيقه جود، بعدما أظهر جاهزية بدنية ونفسية لافتة في التدريبات. وإلى جانبه، يبرز جيمي غيتنز (20 عاماً)، أحد أكثر لاعبي البوندسليغا إقداماً على المراوغة، والذي يحب الانطلاق من الجهة اليسرى.
أما في تشيلسي، فيأمل تايريك جورج (19 عاماً) بمزيد من الدقائق بعد ظهوره الإيجابي أمام لوس أنجليس، في حين يسعى أندري سانتوس (21 عاماً) للتأكيد على مستواه بعد تجربة ناجحة مع ستراسبورغ.
وفي بورتو، يبرز سامو أغيهاوا (21 عاماً)، الذي سجل 25 هدفاً خلال الموسم، ويُعدّ مهاجماً كلاسيكياً بطول 193 سم، يجمع بين القوة والتمركز الذكي. خلفه يظهر صانع الألعاب رودريغو مورا، الذي سجل 10 أهداف في الدوري، أكثر من أي لاعب تحت 20 عاماً في أكبر سبعة دوريات أوروبية.
وفي الخطوط الخلفية، نجد دين هايسن (20 عاماً)، الذي انضم إلى ريال مدريد من بورنموث هذا الصيف، ويسعى لحجز مقعد دائم. كذلك أنطونيو سيلفا (21 عاماً) من بنفيكا، الذي يبدو أنه قضى دهراً في الملاعب رغم صغر سنه.
ومن البرازيل، يبرز جاير كونيا (20 عاماً)، مدافع بوتافوغو بطول 198 سم، المتوقع انتقاله إلى نوتنغهام فورست. وقد سجّل هدفاً بالفعل في البطولة ضد سياتل ساوندرز، مستفيداً من كرة ثابتة نفذها أليكس تيليس.
وعند سياتل، يبرز أوبيد فارغاس (19 عاماً)، الذي يتقن اللعب محوراً أو صانع لعب متقدماً، في حين يواصل بوكا جونيورز تقديم موهبة ميلتون ديلغادو (20 عاماً)، الذي صنّفه مرصد «سي آي إي إس» أفضل لاعب وسط دفاعي تحت 20 عاماً في العالم.
باختصار، لا تقتصر متعة كأس العالم للأندية على الأسماء اللامعة، بل تمتد إلى كوكبة من المواهب التي قد تصنع الفارق هذا الصيف، وتعلن عن نفسها بقوة في مستقبل كرة القدم العالمية.