الصين تخطط لتعزيز تدويل اليوان الرقمي وتدعو لكسر هيمنة الدولار

الصين تخطط لتعزيز تدويل اليوان الرقمي وتدعو لكسر هيمنة الدولار

أعلن محافظ البنك المركزي الصيني، بان قونغشنغ، عن خطط لتعزيز الاستخدام الدولي لليوان الرقمي، داعيًا في الوقت ذاته إلى تطوير نظام نقدي عالمي متعدد الأقطاب، تهيمن فيه عدة عملات على الاقتصاد العالمي، بدلًا من الاعتماد المفرط على الدولار الأمريكي.

وقال بان: “إن الصين ستؤسس مركز عمليات دوليًا لليوان الرقمي (e-CNY) في مدينة شنغهاي”.

وأشار إلى أن السياسات المالية ستواصل التقدم نحو إطلاق عقود آجلة باليوان في المدينة، بهدف توفير أداة جديدة للمستثمرين للتحوّط من المخاطر، مضيفًا: “تطوير نظام نقدي دولي متعدد الأقطاب سيساعد في فرض قيود سياسية أقوى على البلدان ذات العملات السيادية، ويعزز مرونة النظام، ويساهم في حماية الاستقرار المالي العالمي”.

وتابع أن “مثل هذا النظام سيفسح المجال أمام عدد من العملات لتكون مهيمنة في مناطقها الإقليمية، مما يقلل من الاعتماد المفرط على الدولار”، مؤكدًا أن العملات العالمية الرئيسية ستتعايش في ظل منافسة متبادلة ونظام من التوازن والرقابة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تراجعت فيه ثقة المستثمرين بالأصول الدولارية، نتيجة السياسات التجارية والاقتصادية المتقلبة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، ولا سيما في ما يتعلق بالرسوم الجمركية والعلاقات الخارجية. كما يأتي التوجّه الصيني في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بالعملات الرقمية، بما في ذلك العملات المستقرة (Stablecoins)، وهي نوع من العملات المشفّرة المدعومة بأصول وتتميز بثبات السعر.

وأكد بان أن التقنيات الرقمية الحديثة كشفت عن أوجه القصور في أنظمة الدفع التقليدية العابرة للحدود، والتي وصفها بأنها أقل كفاءة وأكثر عرضة للمخاطر الجيوسياسية.

وأضاف: “البنى التحتية التقليدية للمدفوعات عبر الحدود يمكن تسييسها بسهولة وتحويلها إلى أدوات للعقوبات الأحادية، مما يضر بالنظام الاقتصادي والمالي العالمي”.

ويعكس هذا التوجه الصيني رغبة متزايدة في تقليص الهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي، وتعزيز دور اليوان كعملة دولية قادرة على منافسة الدولار على المدى الطويل.