هل ستتكرر فضيحة “القهوة الساخنة” مع GTA 6؟

هل ستتكرر فضيحة “القهوة الساخنة” مع GTA 6؟

عندما نسمع اسم Grand Theft Auto نتذكر عوالم مفتوحة تعج بالفوضى، العنف والحرية المطلقة لكن خلف تلك الإمبراطورية التي بنتها Rockstar Games تكمن واحدة من أعنف العواصف التي كادت أن تطيح بها تحت أسم فضيحة “القهوة الساخنة“ ومع الإعلان عن صدور GTA 6 يعود السؤال القديم ليطل برأسه من جديد هل ستكرر روكستار الخطأ القاتل؟

من القهوة الساخنة إلى الجدل العالمي

San Andreas

في عام 2005 وبينما كانت San Andreas تُحقق مبيعات مذهلة كان هناك ملف مخفي داخل كود اللعبة يُدعى Hot Coffee لعبة جانبية غير مفعّلة تتضمن مشاهد غير لائقة صريحة بين البطل وأحد الشخصيات، حيث لم تكن ظاهرة للاعبين لكن الكارثة لم تكن في وجودها بل أن روكستار لم تحذفها من الكود بل اكتفت بتعطيلها.

هاوٍ هولندي يشعل فتيل الانفجار

المبرج الهولندي “باتريك فيلدنبورغ”

برمجي هاوٍ يُدعى باتريك فيلدنبورغ لم يكن بحاجة إلى اختراق أو اختراع، بل كتب تعديلاً بسيطاً كشف ما كان في عمق اللعبة والنتيجة؟ نسخة San Andreas التي يلعبها الملايين أصبحت فجأة تتضمن محتوى للبالغين دون تصنيف مناسب أو تحذير.

النفي ثم الانكشاف

روكستار أنكرت ثم أنكرت مجدداً لكنها لم تنجُ من الحقيقة، حيث تم تحليل الكود من قبل خبراء أثبتوا أن Hot Coffee كان من تطوير الشركة ولم يكن “مود خارجي” وما بدأ كخطأ مهمل في كود غير محذوف تحوّل إلى عاصفة قانونية واقتصادية وعواقب كارثية في يوم واحد فقط:

  • خسرت شركة Take-Two Interactiveما يقارب 14% من قيمتها السوقية.
  • أُعيد تصنيف اللعبة إلى للبالغين فقط “AO” مما جعل بيعها مستحيلاً في معظم الأسواق.
  • تمت إزالة اللعبة من متاجر كبرى مثل Walmart.
  • أُجبرت روكستار على استدعاء ملايين النسخ وتعديلها.

 • انهالت القضايا من كل جانب أولياء أمور، لجنة التجارة الفيدرالية ووسائل إعلام لا ترحم.

هل تتكرر المأساة مع GTA 6؟

اليوم ومع توقعات ضخمة لـ GTA 6  هل تعلّمت روكستار الدرس؟ هل أصبحت أكثر حذراً حيث الرقابة التقنية أشد صرامة والتدقيق في كل سطر من الكود أمر لا مفر منه، هل الضغط الجماهيري والترقّب وتضخّم فرق التطوير قد يفتح أبواب لزلات جديدة؟ ربما ليست بحجم “Hot Coffee” لكنها كافية لإشعال جدل جديد.

ربما لن نرى مشهداً مشابهاً حرفياً لكن هل ستمر GTA 6 من دون “خط أحمر” جديد؟ التوقعات تشير إلى جرأة أكبر، قصص أكثر حدة وبيئات أغنى بالتفاصيل ومع كل هذا ترتفع احتمالات وجود محتوى محذوف أو ملفات غير مقصودة أو أسرار قابلة للكشف خاصة في عصر “المودات“.

ذاكرة الكود لا تموت

GTA 6

فضيحة “القهوة الساخنة” ليست مجرد قصة من الماضي بل درس أبدي في عالم صناعة الألعاب، السطر الذي لا يُمحى قد يُسقط إمبراطورية ومع كل خطوة تقترب بها GTA 6 من الإصدار يبقى الخطر قائماً والتأريخ يراقب.

 فهل تكون روكستار قد أغلقت كل الأبواب؟ أم أن الباب الخلفي ما زال موارباً؟