آية محمود رزق: إليك أنت

آية محمود رزق: إليك أنت

آية محمود رزق: إليك أنت

 
آية محمود رزق
تتسلّى بقلوب الفتيات، وتُزيّن لهنّ الباطل بكلمات معسولة، حتى إذا نلتَ غايتك، تركتهنّ خلفك مكسورات، تبحث بعد ذلك عن “زوجة صالحة” تحفظك وتقدّرك!
وكأن من ضحكتَ عليها، لم تكن يومًا صادقة في حبّها، أو بريئة في نيّتها، لكنها وثقت بك، فأوقعتها في المعصية، ثم تنكّرت لها!
أتراك نسيت قول الله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 19]
فأنت لم تُوقعها في الخطيئة فحسب، بل شاركت في نشر الفاحشة بين المؤمنين.
أترجو أن تُرزق بزوجة طاهرة نقية، وأنت الذي أفسدت قلوب البنات، وتركت خلفك جراحًا لا تندمل؟
﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]
فكما تُدين، تُدان، وكما كسرت قلبًا بغير حق، سيكسر قلبك في يوم لا تعلمه.
تزوّج تلك التي وثقت بك، وكن لها سترًا بعد أن كنت سببًا في سقوطها،
نعم، هي أخطأت، لكنك كنت القائد إلى ذلك الخطأ.
فإن لم تُكفّر عن ذنبك برجولتك ومروءتك، فبمَ تكفّره؟
﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا﴾ [الفرقان: 70]
تب إلى الله، واصلح ما أفسدت، فالتوبة لا تكون بكلمات فقط، بل بفعل صادق وردّ مظالم إلى أهلها.
واعلم أن التي ستتزوجها لاحقًا، قد تحمل لك من الخفايا ما لا تعلم،
فالبنت التي أحبّتك ووقعت في المعصية كانت واضحة معك،
أما تلك التي ستأتي بعدك، فلا تعلم عن ماضيها شيئًا.
فاحذر أن تستهين بدموع غيرك، فيبكيك الله في أعزّ الناس إليك
وكن رجلاً تُؤتمن على القلوب، لا من يكسرها ويمضي
فيا من ضيّعت الأمانة، وتلاعبت بمشاعر من وثقت بك، تب إلى الله توبةً نصوحًا قبل أن يأتيك يومٌ لا ينفع فيه ندم، ولا يُقبل فيه اعتذار.
اجعل من رجولتك طريقًا للستر لا للهتك، وللإصلاح لا للهروب، واعلم أنّ الحب الصادق لا يُدنّس بالخيانة، ولا يُختم بالخذلان.
فإن كنت تسأل عن النقاء، فابدأ بتنقية نفسك، وإن كنت ترجو الزوجة الصالحة، فكن أنت أول الصالحين.
اللهم إنا نسألك قلوبًا طاهرة، ونفوسًا تائبة، ونياتٍ صادقة، اللهم طهّر قلوب شبابنا من الخداع، وألهمهم التوبة والرجوع إليك،
اللهم استر بنات المسلمين، واحفظهن من كل من لا يخافك، ولا يرحم عبادك،
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وهب لنا من لدنك زواجًا طيبًا، يرضيك ويرضينا،
ولا تجعلنا سببًا في ضياع أحد، ولا شقاء قلبٍ وثق بنا… اللهم آمين.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: