
مَروان مُحمَّد الخطيب: عن يومٍ سيأتي!
مَروان مُحمَّد الخطيب
هو ذا الأفقُ مُستعرٌ بالشُّهب،
ومؤتلقٌ باللَّهب،
وطافحٌ بتراتيلِ البنفسجِ والسَّفرجل…!،
هو ذا المدى مفتوحٌ على مُزَنَّراتِ الشَّوقِ والرُّؤى،
وسابحٌ معَ اللَّوامعِ المُشتهيات،
معَ المسافراتِ جمراً من شيرازَ وعبدان إلى حيفا،
ومن تبريزَ وأصفهان إلى يافا،
ومن الأُذينِ الأيمنِ المرتجِّ حنيناً إلى الياقوتِ والمرجان،
إلى البُطينِ المحتلِّ من قبل المرايا الخدَّاعاتِ في زمن الكيد النتنياهويِّ المعزَّرِ بعطايا الترامبيَّةِ المستعليةِ على منطقِ الشجر والحجر، والإنسانية والبشر…!.
وها أنتذا تسبحُ في تحاليقِ العِقبان،
تتشهَّى أكاليلَ التَّغاريدِ المفتوحةِ على ذاكرةِ الياسمينِ الدِّمشقيِّ الأصيل،
وتقرأ ملحمةَ الدُّخولِ إلى شمسِ الأصباحِ النَّابتةِ في غزةَ وعسقلان،
وتقرأ أيضاً كتابَ الرَّيحان،
ثمَّ تستديرُ في القراءةِ حدَّ الارتقاءِ إلى نخيلِ طيبةَ وديرِ البلحِ والخليلِ وبيسان،
ثمَّ تعودُ ثانيةً وسابعةً إلى فلسفة ماءِ الرُّمان،
وترشفُ هناكَ دلالةَ الدُّخولِ إلى فقهِ ابنِ حنبل والشَّافعيِّ،
ثم الدُّخولِ المسيَّجِ بالأُرجوانِ إلى ثقافة وهمَّةِ هارون الرَّشيد…!.
وهناكَ تقرأ ما لم تَرَهُ عيناكَ في ثقافةِ الحُدودِ والسُّدودِ والخِصيان،
وترى ما يجبُ ألَّا يُنسى،
ترى المروءةَ بنتَ الصُّعُودِ للسَّماء،
وترى الفِطرةَ بنتَ النقاءِ والصفاء،
وترى الكَيَاسةَ التي لم يخالطْهَا الشَّقاءُ والغباء،
وترى جلجامشَ معانقاً الرِّفدَ المستنيرَ والعطاء،
وإنكيدو مغادراً التَّوحُّشَ بالحُبِّ إلى الوفاءِ والبقاء…!،
وفي تلكَ الأمداء،
ترتِّلُ نشيدَ الحُبُورِ والنُّجومِ والمَيسان،
حيثُ تعانقُ القدسُ سمرقند،
وتسبحُ بيروتُ لعناقِ تطوان،
وتعودُ عكَّا كفلقةِ الصُّبحِ،
كأنَّها تعويذةٌ في جِيدِ القاهرة،
بل هي نبضُ بُخارى في بغداد،
وهي الماءُ لذاكرةِ الظَّفرِ والهواء،
وهناكَ، هُناكَ تشعرُ بالأمانِ وراحةِ البالِ والاطمئنان،
وتعيشُ معناكَ ومبناكَ كخَافِقٍ وإنسان…!.
وعلى مُنْعَرَجِ التَّدَافعِ نحوَ السَّلسبيل،
تُعَلِّقُ الرُّؤيا في ذُؤابةِ الصُّبح،
تدخلُ مُعتَرَكَ التَّجَلِّي،
وتُمسِكُ بخُيوطِ الانسراحِ إلى النَّخيل،
تُغلقُ أبوابَ التَّعرِّي،
وتُشعلُ النَّارَ بصخرةِ سيزيفَ،
وتركلُ بهمَّةٍ قويَّةٍ التَّقهقرَ والعويل،
وتُنشدُ أجملَ الأشعارِ في الإباءِ والصَّهيل،
وتُعيدُ قراءةَ المسافةِ بينَ طهرانَ والقُدس،
وترسمُ خارطةَ يومٍ سيأتي،
وسيعلو مُكَلَّلاً باليَوَاقيتِ والمَرجان،
ونابضاً بالزَّيزفونِ والبيلسان،
وشاهقاً حدَّ الدَّورانِ والذَّوبان،
في معارجِ الأنوارِ فوقَ تُوليبِ سلجوقَ وأورادِ بوطان…!.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: