
ماجد الكحلاني: الهجوم الإسرائيلي على إيران… ليلة الغضب وسقوط القادة: هل بدأت المعركة الكبرى؟
ماجد الكحلاني
في تطور هو الأخطر منذ عقود، استيقظت إيران والمنطقة على وقع أعنف ضربة عسكرية إسرائيلية تطال العمق الإيراني، مستهدفةً القادة العسكريين والعلماء النوويين ومرافق استراتيجية بالغة الحساسية، فيما بدا أنه “الضربة الأولى في الحرب المفتوحة”، لا مجرد ردع أو تحذير.
بداية الهجوم.. سقوط طهران في قبضة النيران
بدأت العملية فجراً، تحت اسم “الأسد الصاعد” كما وصفها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بمشاركة عشرات الطائرات الحربية والمسيرات، مدعومة بتنسيق استخباراتي مع الموساد وغطاء سياسي من واشنطن.
في الدقائق الأولى، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والإيرانية أنباء اغتيال اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في قصف مباشر استهدف مقرّه بطهران.
وبعدها بدقائق، أكدت وكالة تسنيم اغتيال اثنين من أبرز علماء البرنامج النووي الإيراني:
فريدون عباسي – الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية
محمد مهدي طهرانتشي – رئيس جامعة آزاد ورائد في مجال التقنية النووية
نطنز تحترق.. قصف المنشآت النووية وتفجيرات متتالية
توالت الانفجارات في مواقع مختلفة، أبرزها مفاعل نطنز النووي، حيث تصاعدت أعمدة الدخان ودوّت صفارات الإنذار في أكثر من محافظة، بما في ذلك كرمانشاه، لرستان، وإيلام.
الإعلام الإيراني بثّ صوراً أولية من داخل طهران تُظهر دماراً هائلاً في مبانٍ سكنية، وسُجلت إصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال، في مجمع سكني أصيب بضربة مباشرة.
أهداف الضربة: شلّ العقل العسكري والعلمي
الهجوم لم يكن عشوائياً، بل خطط له أن يكون ضربة استباقية مركبة تستهدف “رؤوس المشروع الإيراني” من زوايا متعددة:
– اغتيال قيادات الحرس الثوري (سلامي، غلام علي رشيد).
– تصفية علماء نوويين يمثلون امتدادًا لقاسم سليماني من حيث الخط العقائدي.
– قصف البنية التحتية الصاروخية والبالستية.
– استهداف مقر إقامة علي شمخاني، مستشار المرشد، وإصابته بجروح بالغة.
تساؤلات قاسية من الداخل الإيراني
في الداخل، لم يكن وقع الضربة فقط في حجمها، بل في ما أظهرته من فجوة أمنية واستخباراتية عميقة.
– أين كانت الدفاعات الجوية الإيرانية؟
– لماذا أُعلن عن مقتل القادة بهذه السرعة؟
– هل هناك اختراق؟ أم تنسيق داخلي كما يلمّح البعض؟
نشطاء وخبراء في الداخل أبدوا شكوكاً كبيرة حول التخاذل الأمني الخطير، معتبرين أن ما حصل هو نتيجة صمت طويل واستهانة بالتهديدات الصهيونية.
الرابط مع “طوفان الأقصى” والتحركات من اليمن
منذ 7 أكتوبر ومعركة “طوفان الأقصى”، لم تتوقف العمليات اليمنية من البحر الأحمر حتى باب المندب، وشهدنا حصارًا بحريًا على السفن الإسرائيلية، وقصفاً على ميناء حيفا ومطار بن غوريون.
وكان قائد الثورة اليمنية السيد #الحوثي قد حذّر مراراً من “خطورة الصمت” و”عواقب الانتظار”، بل وتحدث صراحة عن أن “من لا يتحرك الآن فهو يُمهد للعدو طريق النصر”.
اغتيال سليماني ورئيسي.. وكانوا يعرفون أن إيران لن ترد
ما يجري اليوم هو امتداد طبيعي لـاغتيال قاسم سليماني في بغداد، والرئيس إبراهيم رئيسي في ظروف يراها كثيرون مشبوهة. بعد هذه الاغتيالات، فهمت إسرائيل أن الرد الإيراني لن يأتي، لذا اندفعت نحو “إكمال المسلسل”.
اغتيال حسين سلامي وفريدون عباسي، يُعدّ محاولة لضرب آخر خطوط الدفاع عن البرنامج النووي ومشروع المقاومة.
مؤامرة داخلية؟ أم تفريط استراتيجي؟
في الداخل الإيراني، يتحدث البعض عن “خونة القرار” الذين أعطوا الضوء الأخضر للاختراقات، وتسهيل تصفية القيادات العقائدية المناهضة لأي مساومة.
التساهل الأمني، السماح لأشخاص غير موثوقين بالتنقل قرب مواقع حساسة، الاعتماد على أجهزة اتصال مخترقة، كل ذلك جعل إيران اليوم مكشوفة أمام العدو.
الإعلام الإيراني في قفص الاتهام
في مشهد يراه البعض كارثيًا، أصبح الإعلام الرسمي الإيراني يبث صور الدمار وتصريحات التهديد دون خطة إعلامية واضحة، ما أفسح المجال لإعلام العدو أن يتفوق في المعركة النفسية.
أصوات ناصحة تقول: “الإعلام الإيراني يضرب الداخل أكثر مما تضربه صواريخ إسرائيل!”
اللحظة الفاصلة… هل سيكون الرد بحجم الضربة؟
المرشد الإيراني أكد اليوم أن “الرد قادم… والمواقع التي فقدت قادتها ستُعوّض فورًا”. لكن الشارع لم يعد يكتفي بالتصريحات.
هل سيكون الرد صاروخياً؟
هل تتحرك اليمن؟
هل يدخل حزب الله على الخط؟
هل تُغلق مضائق الملاحة؟
هذه الأسئلة هي ما يشغل الشرق الأوسط الآن.
خاتمة.. هذه ليست ضربة… هذه بداية عصر جديد
ما حدث ليس عملية محدودة… بل إعلان عن تغيّر قواعد الاشتباك. إذا لم ترد إيران الآن وبقوة، فلن تقوم لها قائمة، وسيدخل نتنياهو مرحلة “الزهو الاستراتيجي”.
فإما أن تثأر الجمهورية الإسلامية لقيادتها، وإما أن تبدأ نهاية ما بُني طيلة 45 عاماً من الثورة والاستقلال.
الساعة تدق… والسماء تشتعل… والردّ إمّا أن يكون ردًا… أو وداعًا.
صحافي من اليمن
صنعاء
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: