الجماهير الوهمية – أخبار السعودية

الجماهير الوهمية – أخبار السعودية

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الجماهير الوهمية وحضورهم للملاعب لتشجيع ومساندة ومؤازرة فرق لا ينتمون لها، بل يكون هدفهم استغلال الامتيازات التي تخصصها الأندية في المباريات القوية والمصيرية، ومنها التكفل بنقل جماهيرها إلى وجهة المباراة عبر طائرات أو باصات مخصصة، ويشمل ذلك الإقامة وتقديم وجبات وهدايا وملابس بشعار النادي وغيرها من الامتيازات الأخرى.ويظل السؤال هنا: لماذا تستغل بعض الجماهير هذه الامتيازات وهم في الأساس لا يشجعون ذلك الفريق ولا ينتمون له؟يقول المستشار الاجتماعي والنفسي الدكتور سامي سعيدي لـ«عكاظ»: لا يمكن لوم الأندية على ظاهرة انتحال بعض المشجعين صفة تشجيع فرقها؛ لأنها مسبوقة هنا بحسن النية ولا يمكنها كشف انتماء الأفراد لميولهم الرياضية، فالأندية عادة تعتز وتفتخر بجماهيرها وتسعى دائماً إلى تواجدها لتشجيع فريقها الرياضي في كل مكان وزمان، وعندما تكون هناك مباريات مصيرية فهنا يهمها تواجد أكبر عدد من مشجعيها في أرض الملعب، فتبادر بتخصيص عدد من المقاعد لهم وتنقلهم عبر طائرات وحافلات إلى موقع المباراة.وتابع: وجود هذه الامتيازات يجعل بعض المشجعين لا يترددون في الاستفادة من العرض المقدم من الأندية للتشجيع، فيبادرون بتسجيل أسمائهم في النادي للتوجه عن طريقه لموقع المباراة، وهم في الأساس ومن مشاعرهم الداخلية وميولهم الرياضية قد يشجعون الفريق المنافس، وهذا الأمر كما لاحظنا كشفته الكثير من المقاطع المنتشرة للمشجعين الذين جاؤوا للملعب عن طريق النادي وارتدوا شعاره وجلسوا في المواقع المخصصة لهم وهم في الحقيقة يتابعون فريقهم المفضل، ولكنهم لا يستطيعون عند تسجيلهم للهدف أن يهتفوا له حتى لا ينكشف أمرهم فيلتزمون الصمت والفرحة تعتلي وجوههم.وأكمل: لا يمكن كشف نيات المشجعين وحقيقة انتمائهم للأندية عندما يسجلون أسماءهم، وقد نلتمس العذر ربما لبعض المشجعين والفئات أصحاب الظروف الخاصة؛ الذين قد لا يستطيعون دفع قيمة التذكرة والحضور للملعب، خصوصاً أنهم يعيشون في مدينة أخرى بعيداً عن مدينة ناديهم، فيجدون في هذه الطريقة فرصة للحضور إلى مقر مدينة وملعب ناديهم المفضل وتشجيعه بكل صمت وبعيداً عن كشف ميولهم الحقيقية.وأوضح أنه بغض النظر عن الظروف المادية والشخصية لبعض الجماهير غير المقتدرة نجد أن قوة انتمائهم لفريقهم قد تجعلهم ينتهجون هذه الطريقة والأسلوب للتوجه إلى ملعب المباراة وفي مدينة أخرى، فعالم كرة القدم جنوني وقد يجبر بعض المشجعين على القيام بمثل هذه التصرفات.ودعا المستشار الاجتماعي والنفسي سعيدي في ختام حديثه الجماهير الرياضية إلى عدم انتهاج مثل هذه الأساليب الملتوية مهما كانت الظروف الشخصية؛ لأنهم بذلك يحرمون مشجعين حقيقيين للفريق من حضور اللقاء، ويمكن هنا في حال عدم المقدرة على الذهاب للملعب مشاهدة المباراة عبر التلفاز أو الشاشات المجانية التي تخصصها العديد من المراكز الترفيهية، كما يمكن الآن مشاهدة المباراة بكل سهولة على الأجهزة المحمولة والذكية، فجميع القنوات والمنصات والتطبيقات أصبحت في متناول يد الجميع.أخبار ذات صلة