“ثريدز” تطلق تجربة الرسائل الخاصة لأول مرة
لندن-راي اليوم
في خطوة طال انتظارها، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، عن بدء اختبار ميزة الرسائل المباشرة (DMs) في تطبيق “ثريدز”، وهي إحدى أكثر الخصائص التي طالب بها المستخدمون منذ انطلاق التطبيق. ويأتي هذا الإعلان كجزء من توجه المنصة للتحول إلى تجربة تواصل اجتماعي متكاملة.
ووفقًا لما أورده موقع “PhoneArena” واطلعت عليه “العربية Business”، فإن الإطلاق التجريبي للميزة بدأ هذا الأسبوع في كل من هونغ كونغ وتايلاند والأرجنتين، مع خطط لتوسيع نطاق التفعيل في دول أخرى قريبًا.
تجربة رسائل منفصلة ومستقلة عن “إنستغرام”
في السابق، كان مستخدمو “ثريدز” يعتمدون على “إنستغرام” لإرسال رسائل خاصة، نظراً لارتباط الحسابات بين التطبيقين. لكن التحديث الجديد يُضيف صندوق رسائل مدمجًا داخل “ثريدز” نفسه، يمكن الوصول إليه عبر أيقونة الظرف في التطبيق أو من القائمة الجانبية على نسخة الكمبيوتر.
واللافت أن الرسائل المباشرة في “ثريدز” ستكون منفصلة تمامًا عن صندوق الوارد في “إنستغرام”، مما يمنح المستخدمين مساحة مخصصة وخاصة للتواصل داخل التطبيق، دون الحاجة إلى التنقل بين منصات مختلفة.
نحو تطبيق أكثر تكاملًا
منذ إطلاقه في يوليو 2023، شهد “ثريدز” سلسلة من التحديثات التي نقلته تدريجيًا من تطبيق بسيط إلى منصة أكثر شمولًا، حيث أضيفت ميزات مثل موجز “المتابعون”، والمواضيع الرائجة، وزر التعديل، بالإضافة إلى دعم الوصول من خلال الويب.
إضافة الرسائل المباشرة تُعد خطوة جديدة نحو جعل “ثريدز” منافسًا جادًا لـ”إكس” (تويتر سابقًا)، خاصة أن الرسائل الخاصة تُعد ميزة محورية في المنصات الاجتماعية.
مخاوف تتعلق بالسلامة الرقمية
رغم الترحيب الكبير من شريحة واسعة من المستخدمين، خصوصًا منشئي المحتوى وحسابات الأعمال، أثارت الميزة الجديدة أيضًا جدلًا واسعًا بشأن الخصوصية والسلامة الرقمية.
فقد أبدى عدد من المستخدمين، لا سيما النساء، قلقهم من أن تُستخدم الرسائل الخاصة كأداة للتحرش أو السلوك المسيء، تمامًا كما يحدث في منصات أخرى. واعتبر البعض أن غياب الرسائل الخاصة سابقًا جعل “ثريدز” مكانًا أكثر أمانًا وراحة للتفاعل العام.
ويُخشى من أن توفر هذه الميزة بيئة مغلقة للمضايقات التي يصعب الإبلاغ عنها أو تتبعها، ما قد يُعقّد من إدارة السلامة المجتمعية داخل التطبيق.
بين التطوير والتحديات
التحديث الجديد يُعيد طرح تساؤلات حول هوية “ثريدز”: هل سيبقى منصة عامة مفتوحة للنقاشات؟ أم سيتحول إلى نموذج تقليدي يشبه تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى؟
مهما تكن الإجابة، المؤكد أن ميزة الرسائل المباشرة تمثل تحوّلًا جذريًا في تجربة المستخدم داخل “ثريدز”، وستُعيد تشكيل طريقة التفاعل على المنصة خلال المرحلة المقبلة.
الأنظار تتجه الآن إلى كيفية استجابة المستخدمين ومدى قدرة “ميتا” على موازنة الابتكار مع حماية الخصوصية وخلق بيئة آمنة للجميع.
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:
