
لا يزال الائتلاف الحكومي الإسرائيلي يخشى خطر انهياره إذا قدم مناوئوه مشروع قانون لحل البرلمان (الكنيست) يوم الأربعاء المقبل، وما سيترتب على الخطوة من الذهاب إلى انتخابات مبكرة قد تجري في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وقبل عام من الموعد الطبيعي لها.
وتذهب التقديرات والاستطلاعات الإسرائيلية إلى أن الانتخابات ستمثل على الأغلب نهاية لحقبة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وستؤثر بشكل كبير على حصص أحزاب اليمين المتطرف في الكنيست الجديد. لكن بعض أحزاب الائتلاف الحكومي الذي يحوز 68 مقعداً في الكنيست من أصل 120، تسعى للتحايل على خطوة الحل، بحسب ما كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الاثنين.
وتتركز الخطة، وفق الصحيفة، على «كسب مزيد من الوقت وتأجيل القرار بمنع طرح مشروع القانون الأربعاء المقبل، من خلال طرح عشرات مشاريع القوانين التي لم تُطرح للنقاش خلال الأسابيع الأخيرة بسبب معارضة الأحزاب الحريدية المتشددة لأي عملية تصويت بسبب الخلاف على قانون إعفاء المجتمع الحريدي من التجنيد الإجباري».
ويصل عدد مشروعات القوانين إلى 50 مشروعاً، ولا يُعرف كيف ستمرر في ظل الخلاف المتواصل مع الأحزاب الحريدية، لكن من الواضح أن الهدف كسب الوقت من قبل الأحزاب اليمينية في الائتلاف الحكومي الحالي.
ومن شأن تلك المدة المكتسبة أن تسهل إجراء نتنياهو لمزيد من المحادثات المكثفة لمنع الحريديم من التصويت ضد الائتلاف، ومحاولة حل أزمة التجنيد.
ودفعت تلك التحركات من نتنياهو والأحزاب اليمينية، رئيس «معسكر الدولة»، بيني غانتس، إلى إصدار تعليماته لكتلته بسحب جميع قوانينها الأربعاء المقبل، باستثناء قانون حل الكنيست، من أجل تقليص جدول الأعمال.
ورغم محاولات نتنياهو الاعتماد على زعيم حزب «شاس»، أرييه درعي، في حل الأزمة مع تكتلات حزب «يهدوت هتوراه» الحريدي الآخر، فإن المتحدث باسم «شاس»، آشر مدينا، أكد أن حزبه سيصوت، الأربعاء، لصالح «حل الكنيست»، مؤكداً أنهم «يشعرون بخيبة أمل تجاه نتنياهو، بعد أن توقعوا منه التدخل في صميم الموضوع، كما حدث في الأيام الأخيرة».
وخلال جلسة بالكنيست، قال العضو عن حزب «شاس»، ينون أزولاي، إن «نتنياهو يثق بدرعي كثيراً، وهذا من حظ بيبي (نتنياهو)».
ويبدو أن تصريحات مدينا وأزولاي المتباينة، تشير إلى أن الخلافات تتسع بين نتنياهو ودرعي، لكن العلاقة ما زالت متينة؛ إذ يوصف درعي بأنه الحليف المقرب لنتنياهو، والذي يعتمد عليه في حل الكثير من الخلافات مع الحريديم وغيرهم.
ودأب نتنياهو على دعوة درعي إلى جلسات «الكابنيت»، والجلسات الأمنية المغلقة، رغم أنه لم يعد وزيراً، ولكن بصفته مراقباً.
ورفض رئيس حزب «يهدوت هتوراه»، موشيه غافني، الاثنين، التحدث مع نيفو كاتس مستشار نتنياهو الذي يقود علاقته مع الأحزاب الحريدية.
وخلال نقاش في لجنة المالية بالكنيست، انتظر كاتس غافني وتحدث مع مساعديه، وفي لحظةٍ ما التفت مستشار نتنياهو إلى رئيس حزب «يهدوت هتوراه»، وسأله إن كان بإمكانه ترك النقاش ليتحدث معه، فرد غافني بغضب: «لا أريد».
وتبيّن من بعض المناقشات في الكنيست، كما تشير صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن نتنياهو لم يوجّه دعوة إلى غافني لحضور حفل زفاف نجله أفنير؛ ما يشير إلى عمق الأزمة بينهما.
وستقدم أحزاب المعارضة الإسرائيلية مشروع قانون حل الكنيست، بهدف إجراء التصويت عليه بالقراءة التمهيدية يوم الأربعاء المقبل، ولكي يصبح نافذاً يجب التصويت عليه بثلاث قراءات.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، عن تسجيل حزب سياسي جديد، أطلق عليه مؤقتاً اسم «بينيت 2026»؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى قدرته على قيادة المعارضة لفوز يمكن أن يقصي نتنياهو والأحزاب اليمينية.
وأكمل بينيت، الأحد، عملية تسجيل حزبه الجديد، الأمر الذي يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بالترشح للكنيست المقبل دون الحاجة إلى سداد الديون المالية المستحقة لـ«الكنيست» على حزبه القديم الذي حمل اسم «يمينا».