
جيرو ولوريس يقودان «لوس أنجليس إف سي» في مونديال الأندية
لن تكتمل بطولة كروية كبرى في الولايات المتحدة دون لمسة من هوليوود، أليس كذلك؟! لوس أنجليس إف سي كان آخر الفرق المتأهلة لكأس العالم للأندية، بعد أن فاز في مباراة فاصلة حاسمة على كلوب أميركا، ليكمل بذلك قائمة الفرق الـ32 المشاركة في البطولة.
ورغم أن النادي لا يتمتع بنفس الشهرة العالمية التي يحظى بها جاره اللدود في المدينة، فإن لوس أنجليس إف سي يُعد من أبرز الفرق في الدوري الأميركي منذ انطلاقه عام 2018. شباب النادي يتناقض مع نواته المخضرمة، والتي تضم لاعبين تخطوا الثلاثين من العمر، محاطين بمواهب شابة تكمل المنظومة.
وبحسب شبكة «The Athletic»، أصبح الفريق محطة مفضلة لنجوم الكرة في نهاية مسيرتهم؛ فقد أنهى كل من غاريث بيل وجورجيو كيلليني وكارلوس فيلا مسيرتهم في صفوفه، والآن يقود الفريق أوليفييه جيرو وهوغو لوريس، إلى جانب مجموعة من الشباب الدوليين الواعدين.
ورغم أنهم حصلوا على أقل وقت ممكن للتحضير للبطولة، فإن قرعة متوازنة تمنحهم أملاً مشروعاً في بلوغ الأدوار الإقصائية.
ما مدى قوتهم؟
منذ تأسيسه، احتل «LAFC» مكانة بارزة في القسم الغربي من الدوري الأميركي؛ فاز الفريق بلقب الدوري عام 2022، وبلغ النهائي في 2023، كما تُوج بدرع المشجعين مرتين (2019 و2022)، وأحرز كأس الولايات المتحدة عام 2024.
ومع ذلك، لم تكن بداية موسم 2025 على قدر الطموحات؛ إذ يحتل الفريق حالياً المركز السادس في منطقته، مع امتلاكه مباراتين مؤجلتين قد ترفعانه إلى المركز الرابع.
ووفقاً لتصنيف «أوبتا» لأقوى الدوريات حول العالم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، احتل الدوري الأميركي المرتبة التاسعة على مستوى العالم، والثانية خارج أوروبا بعد الدوري البرازيلي. في هذا التصنيف، احتل «LAFC» المركز 129 عالمياً بمعدل 82.7، وهو ثاني أعلى تصنيف في الدوري الأميركي خلف كولومبوس كرو، ومتقدماً على ساوثهامبتون وسندرلاند من إنجلترا.
كيف تأهلوا إلى كأس العالم للأندية؟
شهدت مباراة الملحق أمام كلوب أميركا إثارة كبيرة؛ إذ استقبل «LAFC» هدفاً من ركلة جزاء، ثم عادل النتيجة، قبل أن يخطف هدف الفوز في الدقيقة 115. هذا الانتصار منحهم مقعد ليون المكسيكي الذي تم استبعاده من البطولة بسبب خرقه قوانين الملكية المتعددة للأندية.
وفي مفارقة لافتة، كان ليون قد هزم لوس أنجليس إف سي في نهائي دوري أبطال الكونكاكاف 2023، وهو ما كان سيمنح النادي الأميركي التأهل المباشر لولا تلك الهزيمة.
ما هو أسلوب لعبهم؟
عندما تولى ستيف تشيروندولو تدريب الفريق خلفاً لبوب برادلي عام 2022، حرص على الحفاظ على الطابع الهجومي للفريق مع تحقيق توازن دفاعي أفضل.
في المباريات الصعبة أو خارج الديار، يعتمد الفريق على تشكيل 4-3-3 متماسك، مع ارتكاز مزدوج في الوسط وجناحين سريعين للمرتدات. أما عند اللعب في أرضه أو كمفضل، فيُدفع بأحد لاعبي الوسط إلى الأمام لدعم الهجوم.
ويُعد دينيس بوانغا نجم الفريق الأبرز في التحولات الهجومية؛ إذ يتولى بمفرده تحطيم خطوط الدفاع بالسرعة والانطلاقات المفاجئة. أما جيرو، فرغم تاريخه الكبير، لم يتمكن بعدُ من ترك بصمته بشكل واضح؛ ما دفع تشيروندولو لتغيير نهجه أحياناً للاستفادة من خبراته في المباريات الحاسمة.
مدربهم: ستيف تشيروندولو
قضى مسيرته كلاعب كاملة في صفوف هانوفر الألماني، واكتسب لقب «عمدة هانوفر»، كما خاض 87 مباراة دولية مع المنتخب الأميركي.
ورغم أنها تجربته الأولى كمدرب على مستوى الفريق الأول، فإنه نجح في تحقيق نسبة فوز بلغت 54.9 في المائة خلال 164 مباراة مع الفريق. وقد أعلن في أبريل (نيسان) أنه سيغادر الفريق بنهاية العام للعودة إلى ألمانيا لأسباب شخصية ومهنية.
نجم الفريق: دينيس بوانغا
الجناح الفرنسي المولد، صاحب 47 مباراة دولية مع الغابون، يُعد واحداً من أسرع لاعبي الدوري وأكثرهم فتكاً في المرتدات. فاز بالحذاء الذهبي في الدوري الأميركي 2023، واختير ضمن التشكيلة المثالية للموسم مرتين.
ورغم قوته الهجومية، فإن قراراته الفردية أحياناً تثير الجدل، كما حدث حين فضّل التسديد على التمرير لكارلوس فيلا أمام إنتر ميامي، مما أثار حفيظة القائد المخضرم.
النجم الصاعد: ديفيد مارتينيز
الجناح الفنزويلي الشاب (19 عاماً) انضم إلى الفريق قادماً من موناغاس في 2024، وسرعان ما لفت الأنظار. سجل 7 أهداف وصنع 3 في 1162 دقيقة لعب فقط، ويشارك بشكل متزايد في موسم 2025.
ويتميز بدقة التسديد ومهارات فردية جيدة وقدرة عالية على المراوغة؛ ما يجعله من الأسماء التي يُتوقع لها مستقبل كبير.
الجمهور والهتافات
يحظى «LAFC» بجمهور صاخب ومتحمس، بقيادة اتحاد «The 3252» الشهير الذي يضخ الحماسة في المدرجات عبر الطبول والهتافات الجماعية، والتي يغلب عليها الطابع اللاتيني.
أشهر أهازيجهم تُعرف بـ«نداء المعركة»، وتتضمن صيحات موحدة وحركات جسدية، تُذكّر بطقوس الـ«هاكا» النيوزيلندية.
العداوة المحلية: «إل ترافيكو»
ديربي لوس أنجليس بين لوس أنجليس إف سي ولوس أنجليس غالاكسي يُعد إحدى أكثر المواجهات سخونة في الدوري، ويحمل اسم «إل ترافيكو» كناية عن الزحام المروري الشهير في المدينة.
ورغم تفوق لوس أنجليس إف سي من حيث الأداء خلال السنوات الأخيرة، فإن غالاكسي يتفوق تاريخياً في المواجهات المباشرة (10 انتصارات مقابل 9). وستُقام المباراة القادمة بينهما في 19 يوليو (تموز)، عقب انتهاء كأس العالم للأندية.
حكاية غريبة!
قبل لوس أنجليس إف سي حاولت رابطة الدوري الأميركي إطلاق فريق ثانٍ في المدينة عبر مشروع «تشيفاس يو إس إيه»، التابع لنادي تشيفاس غوادالاخارا المكسيكي. التجربة فشلت فشلاً ذريعاً، وانتهت بإغلاق النادي عام 2014.
لماذا يجب على الجمهور المحايد تشجيعهم؟
ببساطة، لا يمكن تفويت فرصة السخرية الكروية إن تمكن جيرو ولوريس من الإطاحة بتشيلسي! أضف إلى ذلك أناقة الفريق بالألوان السوداء والذهبية، وأسلوب لعبه المرتكز على الارتداد والفرص الخاطفة، والذي يجعل من لوس أنجليس إف سي فريقاً ممتعاً ومباغتاً في آنٍ واحد.
مواعيد مبارياتهم: 16 يونيو (حزيران) ضد تشيلسي، و20 يونيو ضد الترجي التونسي، و24 يونيو ضد فلامنغو.